الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 360 ] 909 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآثار في العجوة ، هل هو على العجوة من سائر النخل الذي في البلدان ، أو من خاص منها ؟!

5678 - حدثنا محمد بن سنان الشيزري ، حدثنا عيسى بن سليمان الشيزري ، حدثنا مروان ، عن هاشم - يعني ابن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص - ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تصبح كل يوم سبعا من عجوة العالية ، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر .

[ ص: 361 ]

5679 - وحدثنا يزيد بن سنان ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر - يعني ابن أبي كثير - ، أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن - يعني أبا طوالة - ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : من ابتكر سبع تمرات عجوة ما بين لابتي المدينة ، لم يضره ذلك اليوم شيء حتى يمسي [ ص: 362 ] .

5680 - وحدثنا الربيع المرادي ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن محمد بن عمارة ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا يصطبح رجل سبع تمرات عجوة ما بين لابتيها فيضره يومه شيء حتى الليل .

فعقلنا بذلك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان قصد من العجوة العجوة المذكورة في هذه الآثار التي فيها أنها ما بين لابتي المدينة لا ما سواها من جنسها ، ثم اعتبرنا حديث عبد الله بن عبد الرحمن في إسناده ، فوجدناه قد دخله ما يوجب فساد إسناده .

5681 - كما قد حدثنا بكار بن قتيبة ، حدثنا أبو عامر العقدي ، حدثنا أبو مصعب ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، قال : خرج ناس من [ ص: 363 ] عند عمر بن عبد العزيز ، فأخبروا أن عامر بن سعد ، قال : سمعت أبي يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكل سبع تمرات من بين لابتي المدينة ، لم يضره يومه ذلك سم حتى الليل .

ففسد بذلك هذا الحديث ، وعاد ما حصل من الأحاديث الصحاح فيه لما جاء من ناحية هاشم بن هاشم مما رويناه في هذا الباب ، والله الموفق .

التالي السابق


الخدمات العلمية