الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وقت

                                                          وقت : الوقت : مقدار من الزمان ، وكل شيء قدرت له حينا فهو مؤقت ، وكذلك ما قدرت غايته فهو مؤقت . ابن سيده : الوقت مقدار من الدهر ، معروف وأكثر ما يستعمل في الماضي ، وقد استعمل في المستقبل ، واستعمل سيبويه لفظ الوقت في المكان تشبيها بالوقت في الزمان لأنه مقدار مثله ، فقال : ويتعدى إلى ما كان وقتا [ ص: 255 ] في المكان ، كميل وفرسخ وبريد ، والجمع : أوقات ، وهو الميقات . ووقت موقوت وموقت . محدود . وفي التنزيل العزيز : إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ; أي مؤقتا مقدرا ; وقيل : أي كتبت عليهم في أوقات موقتة ; وفي الصحاح : أي مفروضات في الأوقات ; وقد يكون وقت بمعنى أوجب عليهم الإحرام في الحج ، والصلاة عند دخول وقتها . والميقات : الوقت المضروب للفعل والموضع . يقال : هذا ميقات أهل الشأم ، للموضع الذي يحرمون منه . وفي الحديث أنه وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ; قال ابن الأثير : وقد تكرر التوقيت والميقات ، قال : فالتوقيت والتأقيت : أن يجعل للشيء وقت يختص به ، وهو بيان مقدار المدة . وتقول : وقت الشيء يوقته ، ووقته يقته إذا بين حده ، ثم اتسع فيه فأطلق على المكان ، فقيل للموضع : ميقات ، وهو مفعال منه ، وأصله موقات ، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم . وفي حديث ابن عباس : لم يقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر حدا أي لم يقدر ، ولم يحده بعدد مخصوص . والميقات : مصدر الوقت . والآخرة : ميقات الخلق . ومواضع الإحرام : مواقيت الحاج . والهلال : ميقات الشهر ، ونحو ذلك كذلك . وتقول : وقته ، فهو موقوت إذا بين للفعل وقتا يفعل فيه . والتوقيت : تحديد الأوقات . وتقول : وقته ليوم كذا مثل أجلته . والموقت ، مفعل : من الوقت ; قال العجاج :


                                                          والجامع الناس ليوم الموقت

                                                          وقوله تعالى : وإذا الرسل أقتت . قال الزجاج : جعل لها وقت واحد للفصل في القضاء بين الأمة ; وقال الفراء : جمعت لوقتها يوم القيامة ; واجتمع القراء على همزها ، وهي في قراءة عبد الله : وقتت ، وقرأها أبو جعفر المدني وقتت ، خفيفة بالواو ، وإنما همزت ; لأن الواو إذا كانت أول حرف وضمت ، همزت ; يقال : هذه أجوه حسان بالهمز ، وذلك لأن ضمة الواو ثقيلة ، وأقتت لغة مثل ، وجوه وأجوه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية