الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وكع

                                                          وكع : وكعته العقرب بإبرتها وكعا : ضربته ولدغته وكوته ; وأنشد ابن بري للقطامي :


                                                          سرى في جليد الليل حتى كأنما تحرم بالأطراف وكع العقارب



                                                          وقد يكون للأسود من الحيات ; قال عروة بن مرة الهذلي :


                                                          ودافع أخرى القوم ضرب     خرادل ورمي نبال مثل وكع الأساود



                                                          أورده الجوهري : ورمي نبال مثل ، بالخفض ; قال ابن بري : صوابه بالرفع . ووكع البعير : سقط ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          خرق إذا وكع المطي من الوجى     لم يطو دون رفيقه ذا المزود



                                                          ورواه غيره : ركع أي انكب وانثنى ، وذا المزود يعني الطعام لأنه في المزود يكون . والوكع : ميل الأصابع قبل السبابة حتى تصير كالعقفة خلقة أو عرضا ، وقد يكون في إبهام الرجل فيقبل الإبهام على السبابة حتى يرى أصلها خارجا كالعقدة ، وكع وكعا ، وهو أوكع ، وامرأة وكعاء . وقال الليث : الوكع ميلان في صدر القدم نحو الخنصر وربما كان في إبهام اليد ، وأكثر ما يكون ذلك للإماء اللواتي يكددن في العمل ، وقيل : الوكع ركوب الإبهام على السبابة من الرجل ; يقال : يا ابن الوكعاء . قال ابن بري : قد جمعوه في الشعر على وكعة ; قال الشاعر :


                                                          أحصنوا أمهم من عبدهم     تلك أفعال القزام الوكعه



                                                          معنى أحصنوا زوجوا . والأوكع : الأحمق الطويل . ورجل أوكع : يقول لا إذا سئل ; عن أبي العميثل الأعرابي . وربما قالوا عبد أوكع ، يريدون اللئيم . وأمة وكعاء أي حمقاء . ابن الأعرابي : في رسغه وكع وكوع إذا التوى كوعه . وقال أبو زيد : الوكع في الرجل انقلابها إلى وحشيها ، واللكاعة اللؤم ، والوكاعة الشدة . وفرس وكيع : صلب غليظ شديد ، ودابة وكيع . ووكع الفرس وكاعة ، فهو وكيع : صلب إهابه واشتد ، والأنثى بالهاء ; وإياها عنى الفرزدق بقوله :

                                                          ووفراء لم تحرز بسير وكيعة غدوت بها طبا يدي برشائها ذعرت بها سربا نقيا جلوده كنجم الثريا أسفرت من عمائها

                                                          وفراء أي وافرة يعني فرسا أنثى ، وكيعة : وثيقة الخلق شديدة .

                                                          ويقال : قد أسمن القوم وأوكعوا إذا سمنت إبلهم وغلظت من الشحم واشتدت . وكل وثيق شديد ، فهو وكيع . والوكيعة من الإبل : الشديدة المتينة . وسقاء وكيع : متين محكم الجلد والخرز شديد المخارز لا ينضح . واستوكع السقاء إذا متن واشتدت مخارزه بعدما شرب . ومزادة وكيعة : قور ما ضعف من أديمها وألقي وخرز ما صلب منه وبقي . وفرو وكيع : متين ، وقيل : كل صلب وكيع ، وقيل : الوكيع من كل شيء الغليظ المتين ، وقد وكع وكاعة وأوكعه غيره ; ومنه قول الشاعر :


                                                          على أن مكتوب العجال وكيع



                                                          يعني سقاء اللبن ; هذا قول الجوهري . قال ابن بري : الشعر للطرماح وصوابه بكماله :

                                                          [ ص: 271 ]

                                                          تنشف أوشال النطاف     ودونها كلى عجل مكتوبهن وكيع



                                                          قال : والعجل جمع عجلة ، وهو السقاء ، ومكتوبها مخروزها . وفي حديث المبعث : قلب وكيع واع أي متين محكم من قولهم سقاء وكيع إذا كان محكم الخرز . واستوكع واستوكعت معدته : اشتدت وقويت ، وقيل : استوكعت معدته أي اشتدت طبيعته . واستوكعت الفراخ : غلظت وسمنت كاستوكحت . ووكع الرجل وكاعة فهو وكيع : غلظ . وأمر وكيع : مستحكم . والميكع : الجوالق لأنه يحكم ويشد ; قال جرير :


                                                          جرت فتاة مجاشع في منقر     غير المراء كما يجر الميكع



                                                          وقيل : الميكع المالقة ، التي تسوى بها خدد الأرض المكروبة . والميكعة : سكة الحراثة ، والجمع ميكع ، وهو بالفارسية بزن . والوكع : الحلب ; وأنشد أبو عمرو :


                                                          لأنتم بوكع الضأن أعلم منكم     بقرع الكماة حيث تبغى الجرائم



                                                          ووكعت الشاة إذا نهزت ضرعها عند الحلب ، وبات الفصيل يكع أمه الليلة . ومن كلامهم : قالت العنز : احلب ودع فإن لك ما تدع ، وقالت النعجة احلب وكع فليس لك ما تدع أي انهز الضرع واحلب كل ما فيه . ووكعت الدجاجة إذا خضعت عند سفاد الديك . وأوكع القوم : قل خيرهم . ووكيع : اسم رجل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية