الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ولث

                                                          ولث : الولث : عقد العهد بين القوم ; وقيل : هو ضعف العقدة . يقال : ولث لي ولثا لم يحكمه أي عاهدني . يقال : ولث من عهد أي شيء قليل . والولث : عقد ليس بمحكم ولا مؤكد ، وهو الضعيف ; ومنه ولث السحاب : وهو الندى اليسير ، وقيل : الولث العهد المحكم ، وقيل : الولث الشيء اليسير من العهد . وفي حديث ابن سيرين : أنه كان يكره شراء سبي زابل ، وقال : إن عثمان ولث لهم ولثا أي أعطاهم شيئا من العهد ، ويقال : ولثت لك ألث ولثا أي وعدتك عدة ضعيفة ; ويقال : لهم ولث ضعيف وولث محكم ; وقال المسيب بن علس في الولث المحكم :


                                                          كما امتنعت أولاد يقدم منكم وكان لها ولث من العقد محكم



                                                          الجوهري : الولث العهد بين القوم يقع من غير قصد ، ويكون غير مؤكد . يقال : ولث له عقدا . والولث : اليسير من الضرب والوجع ; [ ص: 275 ] وقيل : البقية منه . وقد ولث ولثا وولث ولثا ; وقيل : الولث كل يسير من كثير ; عن ابن الأعرابي ، وبه فسر قول عمر - رضي الله عنه - لرأس الجالوت ، وفي رواية الجاثليق : لولا ولث لك من عهد ، لضربت عنقك أي طرف من عقد أو يسير منه . وأما ثعلب فقال : الولث الضعيف من العهود . أبو مرة القشيري : الولث من الضرب الذي ليس فيه جراحة فوق الثياب . قال : وطرق رجل قوما يطلب امرأة وعدته ، فوقع على رجل ، فصاح به ، فاجتمع الحي عليه فولثوه ، ثم أفلت . والولث : بقية العجين في الدسيعة ، وبقية الماء في المشقر ، والفضلة من النبيذ تبقى في الإناء ، وهو البسيل . والولث : القليل من المطر . وأصابنا ولث من مطر أي قليل منه . وولثتنا السماء ولثا : بلتنا بمطر قليل ، مشتق منه . التهذيب : والولث بقية العهد . في الحديث : لولا ولث عهد لهم ، لفعلت بهم كذا . قال ابن شميل : يقال دبرت مملوكي إذا قلت : هو حر بعد موتي إذا ولثت له عتقا في حياتك . قال : والولث التوجيه إذا قلت : هو حر بعدي ، فهو الولث . وقد ولث فلان لنا من أمرنا ولثا أي وجه ; قال رؤبة :


                                                          وقلت إذ أغبط دين والث



                                                          وقال ابن الأعرابي : أي دائم كما يلثونه بالضرب . الأصمعي : ولثه أي ضربه ضربا قليلا . وولثه بالعصا يلثه ولثا أي ضربه . وقال الأصمعي في قوله إذا أغبط دين والث : أساء رؤبة في هذا لأنه كان ينبغي له أن يؤكد أمر الدين . وقال غيره : يقال دين والث أي يتقلده كما يتقلد العهد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية