الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2114 ( باب إثم من باع حرا )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان إثم من باع حرا ، يعني عالما بذلك متعمدا ، والحر يستعمل في بني آدم على الحقيقة ، وقد يستعمل في غيرهم مجازا ، كما يقال في الوقف ، وقال بعضهم : والحر الظاهر أن المراد به من بني آدم ، ويحتمل ما هو أعم من ذلك فيدخل فيه مثل الموقوف ، انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : لا معنى لقوله : والحر الظاهر أن المراد به من بني آدم ; لأن لفظ الحر موضوع في اللغة لمن لم يمسه رق ، وعن هذا قال الجوهري : الحر خلاف العبد ، والحرة خلاف الأمة ، وقوله أعم من ذلك إن أراد به عموم لفظ حر ، فإنه في أفراده ، ولا يدخل فيه شيء خارج عنها ، وإن أراد به أن لفظ حر يستعمل لمعان كثيرة مثل ما يقال : حر الرمل ، وحر الدار ، يعني وسطها ، وحر الوجه ما بدا من الوجنة ، والحر فرخ الحمامة وولد الظبية والحية ، وطين حر لا رمل فيه وغير ذلك ، فلا هموم في كل واحد منها بلا شك، وعند إطلاقه يراد به الحر خلاف العبد ، فكيف يقول : "ويحتمل ما هو أعم من ذلك" وهذا كلام لا طائل تحته .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية