الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وني

                                                          وني : الونا : الفترة في الأعمال والأمور . والتواني والونى : ضعف البدن . وقال ابن سيده : الونى التعب ، والفترة ضد ، يمد ويقصر . وقد ونى يني ونيا وونيا وونى ; الأخيرة عن كراع ، فهو وان ، وونيت أني كذلك أي ضعفت ; قال جحدر اليماني :


                                                          وظهر تنوفة للريح فيها نسيم لا يروع الترب واني



                                                          والنسيم الواني : الضعيف الهبوب ، وتوانى وأونى غيره . ونيت في الأمر : فترت ، وأونيت غيري . الجوهري : الونى الضعف والفتور والكلال والإعياء ; قال امرؤ القيس :


                                                          مسح إذا ما السابحات على الونى     أثرن غبارا بالكديد المركل



                                                          وتوانى في حاجته : قصر . وفي حديث عائشة تصف أباها - رضي الله عنهما - : سبق إذ ونيتم أي قصرتم وفترتم . وفي حديث علي - رضي الله عنه - : لا ينقطع أسباب الشفقة منهم فينوا في جدهم أي يفتروا في عزمهم واجتهادهم ، وحذف نون الجمع لجواب النفي بالفاء ; وقول الأعشى :


                                                          ولا يدع الحمد بل يشتري     بوشك الظنون ولا بالتون



                                                          أراد بالتوان ، فحذف الألف لاجتماع الساكنين ; لأن القافية موقوفة ; قال ابن بري : والذي في شعر الأعشى :


                                                          ولا يدع الحمد أو يشتريه     بوشك الفتور ولا بالتون



                                                          أي لا يدع الحمد مفترا فيه ولا متوانيا ، فالجار والمجرور في موضع الحال ; وأنشد ابن بري :


                                                          إنا على طول الكلال والتون     نسوقها سنا وبعض السوق سن



                                                          وناقة وانية : فاترة طليح ، وقيل : ناقة وانية إذا أعيت ; وأنشد :


                                                          ووانية زجرت على وجاها



                                                          وأونيتها أنا : أتعبتها وأضعفتها . تقول : فلان لا يني في أمره أي لا يفتر ولا يعجز ، وفلان لا يني يفعل كذا وكذا بمعنى لا يزال ; وأنشد :


                                                          فما ينون إذا طافوا بحجهم     يهتكون لبيت الله أستارا



                                                          وافعل ذلك بلا ونية أي بلا توان . وامرأة وناة وأناة وأنية : حليمة بطيئة القيام ، الهمزة فيه بدل من الواو ; وقال سيبويه : لأن المرأة تجعل كسولا ، وقيل : هي التي فيها فتور عند القيام ، وقال اللحياني : هي التي فيها فتور عند القيام والقعود والمشي ، وفي التهذيب : فيها فتور لنعمتها ; وأنشد الجوهري لأبي حية النميري :

                                                          [ ص: 288 ]

                                                          رمته أناة من ربيعة عامر     نئوم الضحى في مأتم أي مأتم



                                                          قال ابن بري : أبدلت الواو المفتوحة همزة في أناة حرف واحد . قال : وحكى الزاهد أين أخيهم أي سفرهم وقصدهم ، وأصله وخيهم ، وزاد أبو عبيد : كل مال زكي ذهبت أبلته أي وبلته ، وهي شره ، وزاد ابن الأعرابي : واحد آلاء الله ألى ، وأصله ولى ، وزاد غيره : أزير في وزير ، وحكى ابن جني : أج في وج ، اسم موضع ، وأجم في وجم . وقوله - عز وجل - : ولا تنيا في ذكري ; معناه تفترا . والمينا : مرفأ السفن ، يمد ويقصر ، والمد أكثر ، سمي بذلك ; لأن السفن تني فيه أي تفتر عن جريها ; قال كثير في المد :


                                                          فلما استقلت مالمناخ جمالها     وأشرفن بالأحمال قلت سفين
                                                          تأطرن بالميناء ثم جزعنه     وقد لح من أحمالهن شحون


                                                          وقال نصيب في مده :


                                                          تيممن منها ذاهبات كأنه     بدجلة في الميناء فلك مقير



                                                          قال ابن بري : وجمع الميناء للكلاء موان ، بالتخفيف ، ولم يسمع فيه التشديد . التهذيب : الميني ، مقصور يكتب بالياء ، موضع ترفأ إليه السفن . الجوهري : الميناء كلاء السفن ومرفؤها ، وهو مفعال من الونى . وقال ثعلب : المينا ، يمد ويقصر ، وهو مفعل أو مفعال من الونى . والميناء ، ممدود : جوهر الزجاج الذي يعمل منه الزجاج . وحكى ابن بري عن القالي قال : الميناء لجوهر الزجاج ممدود لا غير ، قال : وأما ابن ولاد فجعله مقصورا ، وجعل مرفأ السفن ممدودا ، قال : وهذا خلاف ما عليه الجماعة . وقال أبو العباس : الونى واحدته ونية ، وهي اللؤلؤة ; قال أبو منصور : واحدة الونى وناة لا ونية ، والونية الدرة ; أبو عمرو : هي الونية والوناة للدرة ; قال ابن الأعرابي : سميت ونية لثقبها . وقال غيره : جارية وناة كأنها الدرة ، قال : والونية اللؤلؤة ، والجمع وني ; أنشد ابن الأعرابي لأوس بن حجر :


                                                          فحطت كما حطت ونية تاجر     وهى نظمها فارفض منها الطوائف



                                                          شبهها في سرعتها بالدرة التي انحطت من نظامها ، ويروى : وهية تاجر ، وهو مذكور في موضعه . والونية : العقد من الدر ، وقيل : الونية الجوالق . التهذيب : الونوة الاسترخاء في العقل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية