الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل :

92 - أخبرنا محمد بن أحمد ، أنا أحمد بن موسى ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، ثنا أبو اليمان ، ثنا شعيب ، عن عبد الله بن أبي حسين ، ثنا نافع بن جبير بن مطعم ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم قطعة جريدة حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال له لو سألتني مثل هذه القطعة ما أعطيتكها ولن نعدوا أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله عز وجل وإني لأراك الذي رأيت فيك ما رأيت وهذا ثابت يجيبك عني ثم انصرف عنه قال عبد الله ابن عباس فسألت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك أرى الذي أريت فيه ما رأيت فأخبرنا أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا نائم أريت في يدي سوار من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين بعدي فكان أحدهما العنسي صاحب صنعاء والآخر مسيلمة صاحب اليمامة .

93 - قال وأخبرنا أحمد بن موسى ، ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا [ ص: 98 ] يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ثنا أبي عن أبيه أن عروة حدثه أن عائشة رضي الله عنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ابنته فاطمة في مرضه الذي توفي فيه فسارها فبكت ثم سارها فضحكت قالت عائشة فقلت لفاطمة ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم سارك فضحكت قال سارني فأخبرني بموته فبكيت لذلك ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت .

قال الإمام رحمه الله : قوله ولن نعدوا أمر الله فيك أي لن نتجاوز ، وقوله ليعقرنك الله أي ليقتلنك الله ويهلكنك ، وقوله وإني لأراك الذي رأيت فيك ما رأيت أي رأيت في المنام فيك ما رأيت يعني ما ذكر من أمر السوارين ونفخهما ، فأما مسيلمة فقتل في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وكان يدعي النبوة ، وأما العنسي فهو الأسود الكذاب تنبأ أيضا فقتل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية