الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      111- وقال: (لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا) فهذا بمعنى "لكن". وزعم يونس أنه سمع إعرابيا فصيحا يقول: "ما أشتكي شيئا إلا خيرا" وذلك أنه قيل له: "كيف تجدك؟". وتكون "إلا" بمنزلة الواو نحو قول الشاعر: [ المخبل السعدي ]:


                                                                                                                                                                                                                      (136) وأرى لها دارا بأغدرة السـ ـيدان لم يدرس لها رسم     إلا رمادا هامدا دفعت
                                                                                                                                                                                                                      عنه الرياح خوالد سحم

                                                                                                                                                                                                                      أراد: أرى لها دارا ورمادا. وقال بعض أهل العلم: إن الذين ظلموا ها هنا هم ناس من العرب كانوا يهودا أو نصارى، فكانوا يحتجون على النبي صلى الله عليه، فأما سائر العرب فلم يكن لهم حجة وكانت حجة من يحتج منكسرة. إلا أنك تقول لمن تنكسر حجته "إن لك علي الحجة ولكنها منكسرة وإنك تحتج بلا حجة وحجتك ضعيفة".

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (ولأتم نعمتي عليكم)

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 163 ] يقول: "لئلا يكون للناس عليكم حجة ولأتم نعمتي عليكم" عطف على الكلام الأول.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية