الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 2880 ] ثم بين الرسول الأمين واجبه وهو التبليغ والنصيحة، والدعوة إلى الهداية، فقال الله تعالى عنه: أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون .

                                                          أبلغكم رسالات ربي وعبر عنها بصيغة الجمع للدلالة على أنها متعددة النواحي، فهي للتوحيد، وهو رأسها وعمادها، وإصلاح الجماعة، ونشر الفضيلة، وتكوين الأسرة، وتنظيم المعاملات الإنسانية على أساس العدل ومنع البغي، ولتعميم الإحسان، وإصلاح الأرض، ومنع الفساد.

                                                          ولقد قال بعض العلماء: ما كانت بعثة نوح لقومه فقط، بل لجيله ومن يتبعه إلى أن يجيء من ينسخ شريعته، وأضاف الرسالات إلى ربه - سبحانه وتعالى - لأنه منزلها، ولأنه القائم على الوجود، والمربي له، والعالم بكل ما يصلحه، وذكر أمرين يقوم بهما بعد تبليغ رسالات ربه وإعلانها لهم:

                                                          أولهما - أنه ينصح لهم، بمحض الحق مخلصا لهم، لا يأتي إلا بما فيه نفعهم، والخير العميم لهم، والنصيحة والنصح إخلاص النية من الغرض وقصد الفساد، نصحته ونصحت له، أي: أخلصتها له.

                                                          ثانيهما - الإشارة إلى أنه عنده علم من الله لا يعلمونه; لأنه يخاطبه الله تعالى وحيا أو برسول من الملائكة أرسله إليه; ولذا قال في تأكيد نصحه، وبيان صدقه، وأنه هاد مرشد: وأعلم من الله ما لا تعلمون فاقبلوا نصحي وإرشادي، فإنه ليس مني، ولكن من الله ربكم ورب العالمين.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية