الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            باب اقتداء المتوضئ بالمتيمم

                                                                                                                                            1103 - ( فيه حديث عمرو بن العاص عن غزوة ذات السلاسل وقد سبق وعن سعيد بن جبير قال : كان ابن عباس في سفر معه ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمار بن ياسر فكانوا يقدمونه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى بهم ذات يوم ، فضحك وأخبرهم أنه أصاب من جارية له رومية ، فصلى بهم وهو جنب متيمم . رواه الأثرم ، واحتج به أحمد في روايته ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            حديث عمرو بن العاص تقدم في باب الجنب يتيمم لخوف البرد من كتاب التيمم . وفيه : { أنه احتلم في ليلة باردة فتيمم ثم صلى بأصحابه صلاة الصبح . فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له ، فقال : يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ فقال : ذكرت قول الله : { ولا تقتلوا أنفسكم } فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا } وبهذا التقرير احتج من قال بصحة صلاة المتوضئ خلف المتيمم

                                                                                                                                            ويؤيد ذلك ما أخرجه الدارقطني عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إذا صلى الإمام بقوم وهو على غير وضوء أجزأتهم ويعيد } وفي إسناده جويبر بن سعيد وهو متروك وفي إسناده أيضا انقطاع .

                                                                                                                                            وما أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان والبيهقي من حديث أبي بكرة { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل في صلاة الفجر فأومأ بيده أن مكانكم ، ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم } وفي رواية له : قال في أوله " وكبر " وقال في آخره : " فلما قضى الصلاة قال : إنما أنا بشر مثلكم وإني كنت جنبا " وسيأتي الحديث قريبا ، وهو في الصحيحين بلفظ { أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم في مصلاه قبل أن يكبر ، ذكر فانصرف وقال : مكانكم } الحديث . وعلى هذا فلا يكون الحديث مؤيدا ، ولكنه زعم ابن حبان [ ص: 207 ] أنهما قضيتان : إحداهما : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه جنب قبل الإحرام بالصلاة

                                                                                                                                            والثانية : بعد أن أحرم . ومن المؤيدات لجواز صلاة المتيمم بالمتوضئ ما ذكره المصنف من الأثر المروي عن ابن عباس . وذهبت العترة إلى أنه لا يصح ائتمام المتوضئ بالمتيمم ، واحتج لهم في البحر بقوله صلى الله عليه وسلم : { لا يؤمن المتيمم المتوضئين } وهذا الحديث لو صح لكان حجة قوية .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية