الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين

                                                                                                                                                                                                                                      إن ما توعدون [ ص: 188 ] ; أي : الذي توعدونه من البعث ، وما يتفرع عليه من الأمور الهائلة ، وصيغة الاستقبال للدلالة على الاستمرار التجددي .

                                                                                                                                                                                                                                      لآت لواقع لا محالة ، كقوله تعالى : إنما توعدون لواقع ، وإيثاره عليه لبيان كمال سرعة وقوعه بتصويره بصورة طالب حثيث لا يفوته هارب ، حسبما يعرب عنه قوله تعالى : وما أنتم بمعجزين ; أي : بفائتين ذلك ، وإن ركبتم في الهرب متن كل صعب وذلول ، كما أن إيثار صيغة الفاعل على المستقبل للإيذان بكمال قرب الإتيان .

                                                                                                                                                                                                                                      والمراد : بيان دوام انتفاء الإعجاز لا بيان انتفاء دوام الإعجاز ، فإن الجملة الاسمية كما تدل على دوام الثبوت تدل بمعونة المقام ، إذا دخل عليها حرف النفي ، على دوام الانتفاء لا على انتفاء الدوام ، كما حقق في موضعه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية