الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
416 - باب تشميت العاطس

922 - حدثنا محمد بن سلام ، قال : أخبرنا الفزاري ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ، قال : حدثني أبي : أنهم كانوا غزاة في البحر زمن معاوية ، فانضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري ، فلما حضر غداؤنا أرسلنا إليه ، فأتانا ، فقال : دعوتموني وأنا صائم ، فلم يكن لي بد من أن أجيبكم ، [ ص: 502 ] لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن للمسلم على أخيه ست خصال واجبة ، إن ترك منها شيئا فقد ترك حقا واجبا لأخيه عليه : يسلم عليه إذا لقيه ، ويجيبه إذا دعاه ، ويشمته إذا عطس ، ويعوده إذا مرض ، ويحضره إذا مات ، وينصحه إذا استنصحه . قال : وكان معنا رجل مزاح ، يقول [لرجل] أصاب طعامنا : جزاك الله خيرا وبرا ، فغضب عليه حين أكثر عليه ، فقال لأبي أيوب : ما ترى في رجل إذا قلت له : جزاك الله خيرا وبرا ، غضب وشتمني ؟ فقال أبو أيوب : إنا كنا نقول : إن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر ، فاقلب عليه ، فقال له حين أتاه : جزاك الله شرا وعرا ، فضحك ورضي ، وقال : ما تدع مزاحك!

فقال الرجل : جزى الله أبا أيوب الأنصاري خيرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية