الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1523 (بات تلقين الموتى لا إله إلا الله)

                                                                                                                              وذكره النووي في: (كتاب الجنائز) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 219 ج 6 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن يحيى بن عمارة. قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله" .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه، (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم") . أي: من حضره الموت.

                                                                                                                              [ ص: 286 ] (لا إله إلا الله) . المراد: ذكروه، لتكون آخر كلامه: "لا إله إلا الله "، كما في حديث آخر: (من كان آخر كلامه: " لا إله إلا الله"، دخل الجنة) .

                                                                                                                              قال النووي : الأمر بهذا التلقين، أمر ندب.

                                                                                                                              وأجمع العلماء عليه. وكرهوا الإكثار عليه، والموالاة.

                                                                                                                              لئلا يضجر بضيق حاله، وشدة كربه، فيكره ذلك بقلبه، ويتكلم بما لا يليق.

                                                                                                                              قالوا: وإذا قاله مرة، لا يكرر عليه، إلا أن يتكلم بعده بكلام آخر، فيعاد التعريض به، ليكون آخر كلامه. انتهى.

                                                                                                                              أقول: قد ثبت الأمر بتلقين من حضره الموت. فمن ذلك: حديث الباب، عند مسلم وغيره. ومثله من حديث أبي هريرة، في مسلم وغيره. وهو مروي خارج الصحيح، من طريق جماعة من الصحابة؛ منهم: عائشة، وعبد الله بن جعفر، وجابر، وعروة بن مسعود، وحذيفة، وابن عباس، وابن مسعود .

                                                                                                                              وظاهر الأمر: " الوجوب ". ولا قرينة تصرفه عن ذلك.

                                                                                                                              وظاهر الأحاديث: أن مشروعية التلقين، إنما هي بهذا اللفظ. أعني: (لا إله إلا الله) .

                                                                                                                              [ ص: 287 ] ولكن ثبت في غير هذا التلقين: الأمر بمقاتلة الناس. إلا أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. كما في الصحيحين وغيرهما، من رواية ابن عمر .

                                                                                                                              وقد قيل: إن المراد هنا، بقول: "لا إله إلا الله"، التلفظ بالشهادتين، لكونها صارت علما على ذلك.

                                                                                                                              قال النووي : ويتضمن الحديث، الحضور عند المحتضر لتذكيره، وتأنيسه، وإغماض عينيه، والقيام بحقوقه، وهذا مجمع عليه. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية