الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وقال لهم قبل وقوعه: قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نـزل الله بها من سلطان .

                                                          وقد أنزل الله تعالى بهم عذابين:

                                                          أحدهما "الرجس" وهو الضلال الذي أدى إلى هذا الكفر، و"غضب الله" وهو وحده عذاب من الله، وسيؤدي إلى العذاب الذي نزل بهم في الدنيا والآخرة وإنه لقريب; ولذا: فانتظروا إني معكم من المنتظرين

                                                          وقد اشتمل كلام هود - عليه السلام - على أمور ثلاثة هي إشارات بيانية:

                                                          أولها - قوله: أتجادلونني في أسماء سميتموها فهذا استفهام توبيخي على ما وقعوا من عبادة أشياء لا تنفع ولا تضر.

                                                          ثانيها - أنها لا وجود لها في ذاتها إلا أن تكون أحجارا، ليس لها إلا أسماؤهما الباطلة التي سموا بها.

                                                          ثالثها - أنه ما أنزل معها بحجة تسوغ عبادتها، أو قوة فيها تكون سلطانا لها، [ ص: 2887 ] وما كان من بعد هذا إلا العقاب، فنزل بهم عذاب ساحق أهلكهم الله تعالى، وأنجى الله تعالى هودا ومن معه من المؤمنين، ولذا قال تعالى:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية