الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5124 (باب في حسن الظن بالله تعالى عن الموت)

                                                                                                                              وذكره النووي في الجزء الخامس، وقال: (باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى، عند الموت) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 209 ج 17 المطبعة المصرية

                                                                                                                              ;[عن جابر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل موته بثلاثة أيام يقول: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل" .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر ) بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ، (قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته بثلاث) .

                                                                                                                              [ ص: 291 ] وفي رواية: (قبل موته بثلاثة أيام) .

                                                                                                                              (يقول: لا يموتن أحدكم، إلا وهو يحسن بالله الظن) .

                                                                                                                              وفي رواية: (وهو يحسن الظن بالله) .

                                                                                                                              قال أهل العلم: هذا تحذير من القنوط، وحث على الرجاء، عند الخاتمة.

                                                                                                                              وفي حديث آخر: (أنا عند ظن عبدي بي) .

                                                                                                                              ومعناه: أن يظن أنه يرحمه، ويعفو عنه.

                                                                                                                              قالوا: وفي حال الصحة، يكون خائفا راجيا. ويكونان سواء.

                                                                                                                              وقيل: يكون الخوف أرجح.

                                                                                                                              فإذا دنت أمارات الموت، غلب الرجاء. أو محضه؛ لأن مقصود الخوف: الانفكاك عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال. وقد تعذر ذلك، أو معظمه في هذا الحال، فاستحب إحسان الظن، المتضمن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له.

                                                                                                                              ويؤيده حديث آخر عنه، قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يبعث كل عبد، على ما مات عليه ") . ولهذا عقبه مسلم لحديث الباب، [ ص: 292 ] أي: يبعث على الحالة التي مات عليها: من حسن الظن بالله، أو سوئه.

                                                                                                                              ومثله الحديث الآخر بعده، في مسلم: (ثم بعثوا على نياتهم) . والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية