الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          يهم

                                                          يهم : اليهماء : مفازة لا ماء فيها ولا يسمع فيها صوت . وقال عمارة : الفلاة التي لا ماء فيها ولا علم فيها ولا يهتدى لطرقها ; وفي حديث قس :


                                                          كل يهماء يقصر الطرف عنها أرقلتها قلاصنا إرقالا



                                                          ويقال لها هيماء . وليل أيهم : لا نجوم فيه . واليهماء فلاة ملساء ليس بها نبت . والأيهم : البلد الذي لا علم به . واليهماء : العمياء ، سميت به لعمى من يسلكها كما قيل للسيل والبعير الهائج الأيهمان ; لأنهما يتجرثمان كل شيء كتجرثم الأعمى ، ويقال لهما الأعميان . واليهماء : التي لا مرتع بها ، أرض يهماء . واليهماء : الأرض التي لا أثر فيها ولا طريق ولا علم ، وقيل هي الأرض التي لا يهتدى فيها لطريق ، وهي أكثر استعمالا من الهيماء ، وليس لها مذكر من نوعها .

                                                          وقد حكى ابن جني : بر أيهم ، فإذا كان ذلك فلها مذكر . والأيهم من الرجال : الجريء الذي لا يستطاع دفعه . وفي التهذيب : الشجاع الذي لا ينحاش لشيء ، وقيل : الأيهم الذي لا يعي شيئا ولا يحفظه ، وقيل : هو الثبت العناد جهلا لا يزيغ إلى حجة ولا يتهم رأيه إعجابا . والأيهم : الأصم ، وقيل الأعمى . الأزهري : والأيهم من الناس الأصم الذي لا يسمع ، بين اليهم ; وأنشد :


                                                          كأني أنادي أو أكلم أيهما



                                                          وسنة يهماء : ذات جدوبة . وسنون يهم : لا كلأ فيها ولا ماء ولا شجر . أبو زيد : سنة يهماء شديدة عسرة لا فرح فيها . والأيهم : المصاب في عقله . والأيهم : الرجل الذي لا عقل له ولا فهم ; قال العجاج :


                                                          إلا تضاليل الفؤاد الأيهم



                                                          أراد الأهيم فقلبه ; وقال رؤبة :


                                                          كأنما تغريده بعد العتم     مرتجس جلجل أو حاد نهم
                                                          أو راجز فيه لجاج ويهم



                                                          أي لا يعقل . والأيهمان عند أهل الحضر : السيل والحريق ، وعند الأعراب : الحريق والجمل الهائج ، لأنه إذا هاج لم يستطع دفعه بمنزلة الأيهم من الرجال ، وإنما سمي أيهم لأنه ليس مما يستطاع دفعه ، ولا ينطق فيكلم أو يستعتب ، ولهذا قيل للفلاة التي لا يهتدى بها للطريق : يهماء ، والبر أيهم ; قال الأعشى :


                                                          ويهماء بالليل عطشى الفلا     ة يؤنسني صوت فيادها


                                                          قال ابن جني : ليس أيهم ويهماء كأدهم ودهماء لأمرين : أحدهما أن الأيهم الجمل الهائج أو السيل ، واليهماء الفلاة ، والآخر : أن أيهم لو كان مذكر يهماء لوجب أن يأتي فيهما يهم مثل دهم ولم يسمع ذلك ، فعلم لذلك أن هذا تلاق بين اللفظ ، وأن أيهم لا مؤنث له ، وأن يهماء لا مذكر له . والأيهمان عند أهل الأمصار : السيل والحريق لأنه لا يهتدى فيهما كيف العمل كما لا يهتدى في اليهماء ، والسيل والجمل الهائج الصئول يتعوذ منهما ، وهما الأعميان ، يقال : نعوذ بالله من الأيهمين ، وهما البعير المغتلم الهائج والسيل . وفي الحديث : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من الأيهمين ، قال : وهما السيل والحريق . أبو زيد : أنت أشد وأشجع من الأيهمين ، وهما الجمل والسيل ، ولا يقال لأحدهما أيهم . والأيهم : الشامخ من الجبال . والأيهم من الجبال : الصعب الطويل الذي لا يرتقى ، وقيل : هو الذي لا نبات فيه . وأيهم : اسم . وجبلة بن الأيهم : آخر ملوك غسان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية