الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 203 ] ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا أي: من العذاب؟ وهذا سؤال تقرير وتعيير . قالوا نعم . قرأ الجمهور بفتح العين في سائر القرآن ، وكان الكسائي يكسرها . قال الأخفش: هما لغتان .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فأذن مؤذن بينهم أي: نادى مناد . أن لعنة الله قرأ ابن كثير في رواية قنبل ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم ، "أن لعنة الله" خفيفة النون ساكنة . وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي: "أن" بالتشديد ، "لعنة الله" بالنصب . قال الأخفش: "وأن" في قوله: أن تلكم الجنة [الأعراف: 43] وقوله: أن لعنة الله ، وقوله: أن الحمد لله [يونس:10] ، و: أن قد وجدنا ، هي أن الثقيلة خففت .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشاعر:

                                                                                                                                                                                                                                      في فتية

                                                                                                                                                                                                                                      كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 204 ] وأنشد أيضا:


                                                                                                                                                                                                                                      أكاشرة وأعلم أن كلانا     على ما ساء صاحبه حريص



                                                                                                                                                                                                                                      ومعناه: أنه كلانا; وتكون أن قد وجدنا في معنى: أي . قال ابن عباس : والظالمون هاهنا: الكافرون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: الذين يصدون عن سبيل الله أي: أذن المؤذن أن لعنة الله على الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ، وهو الإسلام . ويبغونها عوجا مفسر في [آل عمران:99] . وهم بالآخرة أي: وهم بكون الآخرة كافرون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية