الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
78 - باب ذكر الإيمان بأن أهل الجنة خالدون فيها أبدا ، وأن أهل النار من الكفار والمنافقين خالدون فيها أبدا

قال محمد بن الحسين - رحمه الله - : [ ص: 1372 ] [ ص: 1373 ] [ ص: 1374 ]

[ ص: 1375 ] بيان هذا في كتاب الله عز وجل ، وفى سنن رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى في سورة النساء : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ) .

[ ص: 1376 ] وقال عز وجل : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا ) .

وقال عز وجل في سورة المائدة : ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ، الآية .

وقال عز وجل في سورة براءة : ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ) ، إلى قوله عز وجل : ( أجر عظيم ) .

وقال عز وجل : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ) ، الآية .

وقال عز وجل في سورة الحجر : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) .

[ ص: 1377 ]

وقال عز وجل في سورة الكهف : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) .

وقال عز وجل في سورة الواقعة : ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ) إلى آخر الآية .

وقال عز وجل في سورة التغابن : ( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) .

وقال عز وجل في سورة لم يكن : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ) إلى آخر السورة .

[ ص: 1378 ]

قال محمد بن الحسين رحمه الله :

ولهذا في القرآن نظائر كثيرة ، تخبر أن المتقين في الجنة خالدين آمنين ، لا يذوقون فيها الموت أبدا ، ولا يخرجون من الجنة أبدا .

قال الله عز وجل : ( إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ) ، إلى قوله : ( ووقاهم عذاب الجحيم ) .

قال محمد بن الحسين :

وقد ذكر الله تعالى في كتابه : أن أهل النار الذين هم أهلها ، يخلدون فيها أبدا .

قال الله عز وجل في سورة النساء : ( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ) .

وقال عز وجل في سورة الأحزاب : ( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا ) ، إلى آخر الآية .

[ ص: 1379 ]

وقال عز وجل : ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ) ، وقال عز وجل : ( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ) .

وقال عز وجل في سورة الجاثية : ( وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين ) ، إلى قوله : ( وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ) ، إلى قوله : ( ولا هم يستعتبون ) .

قال محمد بن الحسين رحمه الله :

فالقرآن شاهد : أن أهل الجنة خالدون فيها أبدا في جوار الله عز وجل ، في النعيم يتقلبون .

قال الله عز وجل : ( وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة ) ، الآية .

وأهل النار الذين هم أهلها في العذاب السرمد أبدا [ ص: 1380 ] ( لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية