الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 5 ] 932 - باب بيان مشكل السبب الذي نزلت فيه : وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك الآية .

5806 - حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثنا المحفوظ بن أبي توبة ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن عثمان الجزري - قال أبو جعفر : هذا كان يعرف بالمشاهد قد ذكره أحمد ويحيى ، وذكرا أنه لم يحدث عنه إلا معمر ، وذكره البخاري أيضا في كتابه ، فلم يذكر فيه إلا خيرا - أن مقسما مولى ابن عباس أخبره . عن ابن عباس في قوله تعالى : وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك . قال : تشاورت قريش ليلة بمكة : إذا أصبح ، فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم : بل اقتلوه . وقال بعضهم : بل أخرجوه . فأطلع الله نبيه عليه السلام على ذلك ، فبات علي - رضي الله عنه - على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا رد الله تعالى مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا أثره ، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم ، فصعدوا الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا على بابه [ ص: 6 ] نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت عليه ، فمكث ثلاثا .

[ ص: 7 ] فدل ما في هذا الحديث على السبب الذي كان فيه نزول هذه الآية ، وقد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا حديث أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس في نوم علي - رضي الله عنه - على فراش النبي عليه السلام لابسا إياه لباسه بردة ، فذلك الحديث شد ما في هذا الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية