الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5119 (باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 205 ج17 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن أبي هريرة قال (إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان، يصعدانها) .

                                                                                                                              قال حماد: فذكر من طيب ريحها وذكر المسك.

                                                                                                                              قال: ويقول أهل السماء: "روح طيبة، جاءت من قبل الأرض، صلى الله عليك، وعلى جسد كنت تعمرينه". فينطلق به إلى ربه [ ص: 297 ] عز وجل. ثم يقول: "انطلقوا به، إلى آخر الأجل".

                                                                                                                              قال: وإن الكافر إذا خرجت -روحه قال حماد: وذكر من نتنها، وذكر لعنا- ويقول أهل السماء: "روح خبيثة جاءت من قبل الأرض" قال: فيقال: "انطلقوا به، إلى آخر الأجل".

                                                                                                                              قال أبو هريرة: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة "كانت عليه" على أنفه هكذا
                                                                                                                              .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال عياض : المراد بالأول. يعني: قوله في روح المؤمن: "انطلقوا به". أي: بروح المؤمن.

                                                                                                                              " إلى آخر الأجل". يعني: إلى سدرة المنتهى.

                                                                                                                              والمراد بالثاني. يعني: قوله في روح الكافر: "انطلقوا به".

                                                                                                                              أي: بروح الكافر.

                                                                                                                              "إلى آخر الأجل". أي: إلى سجين. فهي منتهى الأجل.

                                                                                                                              ويحتمل أن المراد: إلى انقضاء أجل الدنيا.

                                                                                                                              "والريطة"، بفتح الراء، وإسكان الياء. هو: ثوب رقيق.

                                                                                                                              وقيل: هي الملاءة.

                                                                                                                              [ ص: 298 ] وكان سبب ردها على الأنف، بسبب ما ذكر من نتن ريح "روح الكافر".

                                                                                                                              وفي الحديث: دليل لتفاوت مقر الأرواح؛ وفيه مذاهب وأقوال، ذكرناها في كتاب: " موائد العوائد "، وكتاب " ثمار التنكيت ".

                                                                                                                              والصحيح المختار منها: هذا الذي دل عليه حديث الباب.

                                                                                                                              وقد ذكر مسلم في هذا الباب، الذي ترجمه النووي بما تقدم: أحاديث كثيرة، في إثبات عذاب القبر، وسماع النبي صلى الله عليه وسلم صوت من يعذب فيه، وسماع الموتى قرع نعال دافنيهم، وكلامه صلى الله عليه وسلم لأهل القليب، وسؤال الملكين الميت، وإقعادهما إياه، وجوابه لهما، والفسح له في قبره، وعرض مقعده عليه بالغداة والعشي.

                                                                                                                              وكل ذلك مذهب أهل السنة والجماعة. وسيأتي أدلتها في موضعها، إن شاء الله تعالى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية