الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ توق ]

                                                          توق : التوق : تئوق النفس إلى الشيء وهو نزاعها إليه . تاقت نفسي إلى الشيء تتوق توقا وتئوقا : نزعت واشتاقت ، وتاقت الشيء كتاقت إليه ، قال رؤبة :


                                                          فالحمد لله على ما وفقا مروان ، إذ تاقوا الأمور التوقا .



                                                          والمتوق : المتشهى . وفي حديث علي : ما لك تتوق في قريش وتدعنا ؟ تتوق ، تفعل من التوق : وهو الشوق إلى الشيء والنزوع إليه ، والأصل تتتوق بثلاث تاءات فحذف تاء الأصل تخفيفا ، أراد لم تتزوج في قريش غيرنا وتدعنا يعني بني هاشم ، ويروى تنوق ، بالنون ، من التنوق في الشيء إذا عمل على استحسان وإعجاب به . يقال : تنوق وتأنق . وفي الحديث الآخر : ما لك تتوق في قريش وتدع سائرهم . والمتوق : الكلام الباطل . ونفس تواقة : مشتاقة ، وأنشد الأصمعي :


                                                          جاء الشتاء وقميصي أخلاق     شراذم يضحك مني التواق .



                                                          قيل : التواق اسم ابنه ، ويروى النواق ، بالنون . ويقال في المثل : المرء تواق إلى ما لم ينل . وقيل : التواق الذي تتوق نفسه إلى كل دناءة . ابن الأعرابي : التوقة الخسف جمع خاسف وهو الناقه ، والتوق نفس النزع ، والتوق العوج في العصا ونحوها . وتاق الرجل يتوق : جاد بنفسه عند الموت . وفي حديث عبيد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كانت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوقة ، كذا رواه بالتاء ، فقيل له : ما المتوقة ؟ فقال : مثل قولك فرس تئق أي : جواد ، قال الحربي : وتفسيره أعجب من [ ص: 247 ] تصحيفه ، وإنما هي منوقة ، بالنون ، هي التي قد ريضت وأدبت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية