الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1526 [ ص: 302 ] (باب ما يقال عند المصيبة)

                                                                                                                              وهو في النووي في: (كتاب الجنائز) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 221 ج 6 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عمر بن كثير بن أفلح قال: سمعت ابن سفينة يحدث أنه سمع أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها) إلا أجره الله في مصيبته. وأخلف له خيرا منها".

                                                                                                                              قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
                                                                                                                              .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أم سلمة) رضي الله عنها، (قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون") .

                                                                                                                              وفي رواية: (فيقول ما أمره الله.. الخ) .

                                                                                                                              فيه: فضيلة هذا القول.

                                                                                                                              [ ص: 303 ] وفيه: دليل للمذهب المختار في الأصول: أن المندوب مأمور به؛ لأنه صلى الله عليه وسلم صرح بأنه مأمور به.

                                                                                                                              مع أن الآية الكريمة تقتضي ندبه. وإجماع المسلمين منعقد عليه.

                                                                                                                              (اللهم! اؤجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها) .

                                                                                                                              قال عياض : "أجرني" بالقصر، والمد. حكاهما صاحب الأفعال.

                                                                                                                              وقال الأصمعي، وأكثر أهل اللغة: هو مقصور لا يمد.

                                                                                                                              (إلا أجره الله) هو بقصر الهمزة، ومدها. والقصر أفصح، وأشهر.

                                                                                                                              أي: أعطاه أجره، وجزاء صبره وهمه.

                                                                                                                              (في مصيبته، وأخلف له خيرا منها) . بقطع الهمزة وكسر اللام.

                                                                                                                              قال أهل اللغة: يقال لمن ذهب له مال، أو ولد، أو قريب، أو شيء يتوقع حصول مثله: "أخلف الله عليك". أي: "رد عليك مثله".

                                                                                                                              فإن ذهب ما لا يتوقع مثله، بأن ذهب والد. قيل: " خلف الله عليك ". بغير ألف. أي: كان الله خليفة منه عليك.

                                                                                                                              (قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيرا منه: رسول الله صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                              [ ص: 304 ] وفي رواية: "فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم".

                                                                                                                              وفي أخرى: "فأعقبني الله من هو خير لي منه: محمدا صلى الله عليه وسلم".




                                                                                                                              الخدمات العلمية