الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أخبر أن أمرهم ليس إلا إليه ، كان كأنه قيل : فماذا يفعل بهم حينئذ؟ فأجيب بقوله : من جاء أي : منهم أو من غيرهم بالحسنة أي : الكاملة بكونها على أساس الإيمان فله من الحسنات عشر أمثالها كرما وإحسانا وجودا وامتنانا ، يجازيه بذلك في الدنيا أو في الآخرة ، وهذا المحقق لكل أحد ويزداد البعض وضوحا بحسب النيات ، وذكر العشر ؛ لأنه بمعنى الحسنة ، وهو مضاف إلى ضميرها . ولما تضمن قوله : وأوفوا الكيل والميزان بالقسط مع تعقيبه بقوله : لا نكلف نفسا إلا وسعها الإشارة إلى أن المساواة في الجزاء مما ينقطع دونه أعناق الخلق - أخبر أن ذلك عليه هين لأن عمله شامل وقدرته كاملة بقوله : [ ص: 337 ] ومن جاء بالسيئة أي : أي شيء كان من هذا الجنس فلا يجزى أي : في الدارين إلا مثلها [إذا جوزي ، ويعفو عن كثير] .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانت المماثلة لا يلزم كونها من كل وجه وإن كانت ظاهرة في ذلك لا سيما في هذه العبارة ، صرح بما هو ظاهره لأنه أطيب للنفس وأسكن للروع - فقال : وهم لا يظلمون أي : بكونها مثلها في الوحدة وإن كانت أكبر أو من جنس أشد من جنسها ونحو ذلك ، بل المماثلة موجودة في الكم والكيف ، فلا ينقص أحد في ثواب ولا يزاد في عقاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية