الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5654 [ ص: 298 ] 19 - باب: جعل الله الرحمة مائة جزء

                                                                                                                                                                                                                              6000 - حدثنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرنا سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه". [ 6469 - مسلم: 2752 - فتح: 10 \ 431]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث (الزهري عن سعيد، عن) أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه".

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث ذكره أيضا في باب الرجاء والخوف من كتاب الزهد، بلفظ: "إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة".

                                                                                                                                                                                                                              قال المهلب: وهذه الرحمة التي خلقها لعباده وجعلها في نفوسهم، والتي أمسك عند نفسه هي ما يتراحمون به يوم القيامة، (ويتغافرون) من التباعات التي كانت بينهم في الدنيا، وقد يجوز أن يستعمل تلك الرحمة المخلوقة فيهم فيرحمهم بها سوى رحمته التي وسعت كل شيء، التي لا يجوز أن تكون مخلوقة وهي صفة من صفات ذاته لم يزل موصوفا بها، فهي التي يرحمهم بها زائدا على الرحمة التي خلقها لهم، وقد يجوز أن تكون الرحمة التي أمسكها عند نفسه هي

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 299 ] التي عند ملائكته المستغفرين لمن في الأرض; لأن استغفارهم لهم دليل على أن في نفوس الملائكة رحمة على أهل الأرض .

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              الفرس يذكر ويؤنث، وهي هنا مؤنثة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية