الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 66 ] 943 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تركه قتل مسيلمة الكذاب لما قدم عليه المدينة ، وأبى أن يؤمن به إلا أن يجعل له الأمر من بعده .

5843 - حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني ، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين النوفلي ، حدثنا نافع بن جبير .

عن ابن عباس قال : قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فجعل يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته ، وقدمها في خلق كثير من قومه ، فأقبل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعه ثابت بن قيس بن شماس ، وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم قطعة جريدة حتى وقف على مسيلمة في أصحابه ، فقال له : لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ، ولن تعدو أمر الله فيك ، ولئن أدبرت ليعقرنك الله ، وإني لا أراك إلا الذي رأيت فيك ما رأيت ، وهذا ثابت يجيبك ، ثم انصرف . قال ابن عباس : فسألت عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : أراك الذي رأيت فيه ما رأيت . قال أبو هريرة : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب ، فهمني شأنهما ، فأوحي إلي في ذلك أن انفخهما ، فنفختهما فطارا ، فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي ، فكان أحدهما [ ص: 67 ] العنسي صاحب صنعاء ، والآخر مسيلمة صاحب اليمامة .

[ ص: 68 ] فقال قائل : وكيف لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيلمة بإبائه الدخول في الإسلام ؟

فكان جوابنا له في ذلك : أنه قد يحتمل أن يكون جاءه فيمن جاء معه من قومه على جوار ليخاطبه بما يجيبه إليه ، أو يمتنع عليه منه ، فلم يقتله لذلك ، واتبع ما أمره الله به في مثله بقوله : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية