الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5671 [ ص: 323 ] 30 - باب: لا تحقرن جارة لجارتها 6017 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثنا سعيد - هو المقبري - عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة". [انظر: 2566 - مسلم: 1030 - فتح: 10 \ 445].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة".

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث سلف في الهبة، والفرسن: خف البعير بمنزلة الحافر للدابة، وقد يستعار للشاة، والأصل في الشاة الظلف. وقال الداودي: هو الظفر وما يليه.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن بطال: وإنما أشار - عليه السلام - بفرسن الشاة إلى القليل للهدية لا إلى الفرسن; لأنه لا فائدة فيه، وقد قال - عليه السلام - لأبي تميمة الهجيمي: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تضع من دلوك في إناء المستقي" .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("لا تحقرن") هو براء مفتوحة، ثم نون مشددة، والحديث دال على مهاداة الجار وصلته، و"يا نساء المسلمات" على الإضافة من إضافة الشيء إلى نفسه كمسجد الجامع، أو إضافة الأعم

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 324 ] إلى الأخص كبهيمة الأنعام، أو على معنى التعظيم، أي: فاضلات المسلمات، كقولك: هؤلاء رجال القوم، أي: ساداتهم، وقيل: معناه: يا نساء الجماعات المسلمات، أو يا نساء النفوس المسلمات، وكله متقارب المعنى.

                                                                                                                                                                                                                              قال عياض: ورويناه برفعهما على معنى النداء، والنعت أي: يا أيها النساء المسلمات ويجوز رفع النساء وكسر المسلمات في معنى المنصوبات على النعت على الموضع، كما تقول: يا زيد العاقل .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية