الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5693 [ ص: 360 ] 41 - باب: المقة من الله تعالى 6040 - حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا، فأحبه. فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا، فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض". [انظر: 3209 - مسلم: 2637 - فتح: 10 \ 461]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث موسى بن عقبة، عن نافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا، فأحبه. فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا، فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              (المقة) بكسر الميم وفتح القاف (المحبة) ، والهاء عوض من الواو مثل سنة وسنة، يقال: ومق يمق - بالكسر فيهما - أي: أحب، المراد بوضع القبول: المحبة في الناس، قيل: هو معنى قوله تعالى: سيجعل لهم الرحمن ودا [مريم: 96]، قال ابن عباس: يحبهم ويحببهم إلى الناس ، وقال بعض أهل التفسير في قوله تعالى: وألقيت عليك محبة مني [طه: 39] أي: حببتك إلى عبادي، وروى مالك حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن سهيل، عن أبيه، عنه، وقال فيه مالك: لا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 361 ] (وهذا أخرجه مسلم عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل به، وذكر المحبة، ثم قال: "وإذا أبغض عبدا; دعا جبريل - عليه السلام - فيقول: إني أبغض فلانا، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال: فيبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض".

                                                                                                                                                                                                                              ثم قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب - يعني: ابن عبد الرحمن القاري - وقال قتيبة: ثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي، وحدثناه سعيد بن عمرو الأشعثي، أنا عبثر، عن العلاء بن المسيب، وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، ثنا ابن وهب، حدثني مالك، كلهم عن سهيل بهذا الإسناد، غير أن حديث العلاء ليس فيه ذكر البغض .

                                                                                                                                                                                                                              فائدة) :

                                                                                                                                                                                                                              فدلت زيادة مالك في هذا الحديث على خلاف ما تقوله القدرية: إن الشر من فعل العبد وليس بخلق الله، وبأن كل خير وشر، نفع وضر من خلق الله، لا خالق غيره، تعالى الله عما يشركون.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية