الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1579 (باب ما جاء مستريح، ومستراح منه)

                                                                                                                              وذكره النووي في: (كتاب الجنائز) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 20 ج7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي قتادة بن ربعي، أنه كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة. فقال: "مستريح ومستراح منه". قالوا: يا رسول الله! ما المستريح والمستراح منه؟ فقال: "العبد المؤمن يستريح من [ ص: 313 ] نصب الدنيا. والعبد الفاجر: يستريح منه العباد، والبلاد، والشجر، والدواب .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي قتادة بن ربعي) رضي الله عنه، (أنه كان يحدث؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة. فقال: "مستريح، ومستراح منه".

                                                                                                                              قالوا: يا رسول الله! ما المستريح والمستراح منه ؟ فقال: " العبد المؤمن: يستريح من نصب الدنيا ") .أي: تعبها.

                                                                                                                              وفي رواية يحيى بن سعيد: (يستريح من أذى الدنيا ونصبها، إلى رحمة الله) .

                                                                                                                              (والعبد الفاجر: يستريح منه العباد، والبلاد، والشجر، والدواب) .

                                                                                                                              ومعنى الحديث: أن الموتى قسمان: مستريح، ومستراح منه.

                                                                                                                              واستراحة العباد من الفاجر: اندفاع أذاه عنهم.

                                                                                                                              وأذاه يكون من وجوه شتى؛ منها: ظلمه لهم.

                                                                                                                              ومنها: ارتكابه للمنكرات.

                                                                                                                              فإن أنكروها، قاسوا مشقة من ذلك. وربما نالهم ضرره.

                                                                                                                              [ ص: 314 ] وإن سكتوا عنه، أثموا.

                                                                                                                              واستراحة الدواب منه كذلك؛ لأنه كان يؤذيها، ويضربها، ويحملها ما لا تطيقه، ويجيعها في بعض الأوقات، وغير ذلك.

                                                                                                                              واستراحة البلاد والشجر. فقيل: لأنها تمنع القطر بمعصيته. قاله الداودي.

                                                                                                                              وقال الباجي: لأنه يغصبها، ويمنعها حقها: من الشرب وغيره.




                                                                                                                              الخدمات العلمية