الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ؛ أي : اقتلوا هؤلاء الذين نقضوا العهد؛ ونقض عهدهم؛ وأحلوا هذه المدة؛ ويقال : إن الأربعة الأشهر كانت : عشرين من ذي الحجة؛ والمحرم؛ وصفر؛ وربيعا الأول؛ وعشرا من ربيع الآخر؛ لأن البراءة وقعت في يوم عرفة؛ فكان هذا الوقت ابتداء الأجل؛ واقعدوا لهم كل مرصد ؛ قال أبو عبيدة : المعنى : كل طريق؛ قال أبو الحسن الأخفش : " على " ؛ محذوفة؛ المعنى : " اقعدوا لهم على كل مرصد " ؛ وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                        نغالي اللحم للأضياف نيئا ... ونرخصه إذا نضج القدور



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 431 ] المعنى : " نغالي باللحم " ؛ فحذف الباء ههنا؛ وكذلك حذف " على " ؛ قال أبو إسحاق : " كل مرصد " ؛ ظرف؛ كقولك : " ذهبت مذهبا " ؛ و " ذهبت طريقا " ؛ و " ذهبت كل طريق " ؛ فلست تحتاج أن تقول في هذا إلا ما تقوله في الظروف؛ مثل " خلف " ؛ و " أمام " ؛ و " قدام " ؛ وقوله : فإخوانكم في الدين ؛ أي : إن تابوا وآمنوا فهم مثلكم؛ قد درأ عنهم إيمانهم وتوبتهم إثم كفرهم؛ ونكثهم العهود.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية