الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            باب ما جاء في الحائل بين الإمام والمأموم

                                                                                                                                            1146 - ( عن عائشة قالت : { كان لنا حصيرة نبسطها بالنهار ، ونحتجز بها بالليل ، فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فسمع المسلمون قراءته فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الثانية كثروا فاطلع عليهم فقال : اكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا } رواه أحمد ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث قد تقدم نحوه عن عائشة عند البخاري في باب انتقال المنفرد إماما في النوافل . وفيه تصريح بأنه كان بينه وبينهم جدار الحجرة . وقد تقدم نحو الحديث أيضا عنها في باب صلاة التراويح ، وفيه : { أنها قالت : فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنصب له حصيرا على باب حجرتي } وقوله : ( اكلفوا من الأعمال ) إلى آخر الحديث هو عند الأئمة الستة من حديثها بلفظ : { وخذوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا } والملال : الاستثقال من الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته ، وهو محال على الله تعالى ، فإطلاقه عليه من باب المشاكلة نحو { وجزاء سيئة سيئة مثلها } وهذا أحسن محامله .

                                                                                                                                            وفي بعض طرقه عن عائشة { فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل } أخرجه ابن جرير في تفسيره ، وقيل : معناه : إن الله لا يمل أبدا ، مللتم أم لم تملوا ، مثل قولهم : حتى يشيب الغراب . وقيل : إن معناه : إن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله . [ ص: 233 ] والحديث يدل على أن الحائل بين الإمام والمؤتمين غير مانع من صحة الصلاة . قال في البحر : ولا يضر بعد المؤتم في المسجد ولا الحائل ولو فوق القامة مهما علم حال الإمام إجماعا ا هـ . وكذلك لا يضر الحائل في غير المسجد ولو فوق القامة إلا أن يمنع من ذلك مانع .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية