الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تين ]

                                                          تين : التين : الذي يؤكل ، وفي المحكم : والتين شجر البلس ، وقيل : البلس نفسه ، واحدته تينة ، قال أبو حنيفة : أجناسه كثيرة برية وريفية وسهلية وجبلية ، وهو كثير بأرض العرب ، قال : وأخبرني رجل من أعراب السراة ، وهم أهل تين ، قال : التين بالسراة كثير جدا مباح ، قال : وتأكله رطبا وتزببه فتدخره ، وقد يكسر على التين . والتينة : الدبر . والتين : جبل بالشأم ، وقال أبو حنيفة : هو جبل في بلاد غطفان ، وليس قول من قال هو جبل بالشأم بشيء ؛ لأنه ليس بالشأم جبل يقال له التين ، ثم قال : وأين الشأم من بلاد غطفان ، قال النابغة يصف سحائب لا ماء فيها فقال :


                                                          صهب الشمال أتين التين عن عرض يزجين غيما قليلا ماؤه شبما .



                                                          وإياه عنى الحذلمي بقوله :


                                                          ترعى إلى جد لها مكين     أكناف خو فبراق التين .



                                                          والتينة : مويهة في أصل هذا الجبل ، هكذا حكاه أبو حنيفة ، مويهة كأنه تصغير الماء . وقوله - عز وجل - : والتين والزيتون ، قيل : التين دمشق ، والزيتون بيت المقدس ، وقيل : التين والزيتون جبلان ، وقيل : جبلان بالشأم ، وقيل : مسجدان بالشام ، وقيل : التين والزيتون هو الذي نعرفه . قال ابن عباس : هو تينكم هذا وزيتونكم ، قال الفراء : وسمعت رجلا من أهل الشأم ، وكان صاحب تفسير ، قال : التين جبال ما بين حلوان إلى همذان ، والزيتون جبال الشأم . وطور تينا وتيناء وتيناء كسيناء . والتينان : الذئب ، قال الأخطل :


                                                          يعتفنه عند تينان ، يدمنه     بادي العواء ضئيل الشخص مكتسب

                                                          .

                                                          وقيل : جاء الأخطل بحرفين لم يجئ بهما غيره وهما التينان الذئب والعيثوم أنثى الفيلة . وفي حديث ابن مسعود : تان كالمرتان ، قال أبو موسى : هكذا ورد في الرواية ، وهو خطأ ، والمراد به خصلتان مرتان ، والصواب أن يقال : تانك المرتان ، وتصل الكاف بالنون ، وهي للخطاب أي : تانك الخصلتان اللتان أذكرهما لك ، ومن قرنها بالمرتين احتاج أن يجرهما ، ويقول كالمرتين ، ومعناه هاتان الخصلتان كخصلتين مرتين ، والكاف فيها للتشبيه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية