الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5715 [ ص: 402 ] 55 - باب: من أثنى على أخيه بما يعلم

                                                                                                                                                                                                                              وقال سعد: ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام. [انظر: 3812]

                                                                                                                                                                                                                              6062 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر في الإزار ما ذكر، قال أبو بكر: يا رسول الله، إن إزاري يسقط من أحد شقيه. قال: " إنك لست منهم". [انظر: 3665 - مسلم: 2085 - فتح: 10 \ 478].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وقال سعد: ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام. هذا قد سلف في فضائله مسندا.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر في الإزار ما ذكر، قال أبو بكر: يا رسول الله، إن إزاري يسقط من أحد شقيه. قال: "إنك لست منهم".

                                                                                                                                                                                                                              فيه من الفقه: أنه يجوز الثناء على الناس بما فيهم، على وجه الإعلام بصفاتهم; لتعرف لهم سابقتهم، وتقدمهم في الفضل، فينزلوا منازلهم ويقدموا على من لا يساويهم، ويقتدى بهم في الخير، ولو لم يجز وصفهم بالخير والثناء عليهم بأحوالهم لم يعلم أهل الفضل من غيرهم. ألا ترى أنه - عليه السلام - خص أصحابه بخواص من الفضائل بانوا بها على سائر الناس، وعرفوا بها إلى يوم القيامة، فشهد للعشرة بالجنة ، كما شهد لعبد الله بن سلام.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 403 ] وليس عدم سماع سعد بمعارض (لمن سمعه يشهد) بذلك لغيره، بل يأخذ كل واحد بما سمع.

                                                                                                                                                                                                                              وكذلك قال - عليه السلام - للصديق - رضي الله عنه - : "كل الناس قال لي: كذبت وقال لي أبو بكر: صدقت" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى معمر، عن قتادة، عن أبي قلابة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح، وأعلم أمتي بالحلال (والحرام) معاذ بن جبل، وأقرؤهم أبي، وأفرضهم زيد" .

                                                                                                                                                                                                                              وقال - عليه السلام - في حديث آخر: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر" - رضي الله عنه - .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية