الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الحاء والميم وما يثلثهما

                                                          ( حمد ) الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدل على خلاف الذم . يقال حمدت فلانا أحمده . ورجل محمود ومحمد ، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة . قال الأعشى يمدح النعمان بن المنذر ، ويقال إنه فضله بكلمته هذه على سائر من مدحه يومئذ :


                                                          إليك أبيت اللعن كان كلالها إلى الماجد الفرع الجواد المحمد

                                                          ولهذا [ الذي ] ذكرناه سمي نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم . ويقول العرب : حماداك أن تفعل كذا ، أي غايتك وفعلك المحمود منك غير المذموم . ويقال أحمدت فلانا ، إذا وجدته محمودا ، كما يقال أبخلته إذا وجدته بخيلا ، وأعجزته [ إذا وجدته ] عاجزا . وهذا قياس مطرد في سائر الصفات . وأهيجت المكان ، إذا وجدته هائجا قد يبس نباته . قال :


                                                          وأهيج الخلصاء من ذات البرق

                                                          فإن سأل سائل عن قولهم في صوت التهاب النار الحمدة ; قيل له : هذا ليس من الباب ; لأنه من المقلوب وأصله حدمة . وقد ذكرت في موضعها .

                                                          [ ص: 101 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية