الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 179 ] 958 - باب بيان مشكل الواجب فيما اختلف الناس فيه من بقاء السحر هل يعمل شيئا ، ومن بطلانه حتى لا يعمل مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك .

5934 - حدثنا فهد بن سليمان ، حدثنا فروة بن أبي المغراء ، أخبرنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إن كان ليخيل أنه ليفعل شيئا وما فعله ، قالت : فدعا في بيتي ، ثم قال لي : يا عائشة ، أشعرت أن الله عز وجل قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان ، فقعد واحد عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب . قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم . قال : وفيما سحره ؟ قال : في مشط ومشاقة ، وجف طلعة ذكر . قال : أين ؟ قال : في بئر ذروان ، فأتيتها ، فكأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ، فأمرت بها ، فطمت . فقلت : يا رسول الله ، قد أخرجته ؟ قال : لا . قد عافاني الله ، وكرهت أن أثور على الناس منه شرا .

[ ص: 180 ]

5935 - وحدثنا فهد ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم قال : سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود ، فاشتكى ، فأتاه جبريل صلوات الله عليه بالمعوذتين ، وقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان ، فأرسل عليا - رضي الله عنه - ، فجاء به ، فأمره أن يحل العقد ، ويقرأ آية فجعل يقرأ ، ويحل حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أنشط من عقال ، فما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك اليهودي شيئا مما صنع ، ولا رآه في وجهه .

[ ص: 181 ] ففي هذين الحديثين ما قد دل على بقاء عمل السحر إلى الوقت الذي كان سحر النبي صلى الله عليه وسلم على ما في هذين الحديثين ، وإذا جاز بقاؤه إلى ذلك الزمان جاز بقاؤه بعد ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية