الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين

                                                                                                                                                                                                                                        (45) أي: قل يا محمد للناس كلهم: إنما أنذركم بالوحي ؛ أي: إنما أنا رسول، لا آتيكم بشيء من عندي، ولا عندي خزائن الله، ولا أعلم الغيب، ولا أقول إني ملك، وإنما أنذركم بما أوحاه الله لي، فإن استجبتم فقد استجبتم لله، وسيثيبكم على ذلك، وإن أعرضتم وعارضتم فليس بيدي من الأمر شيء، وإنما الأمر لله، والتقدير كله لله.

                                                                                                                                                                                                                                        ولا يسمع الصم الدعاء ؛ أي: الأصم لا يسمع صوتا؛ لأن سمعه قد فسد وتعطل، وشرط السماع مع الصوت أن يوجد محل قابل لذلك، كذلك الوحي سبب لحياة القلوب والأرواح، وللفقه عن الله، ولكن إذا كان القلب غير قابل لسماع الهدى كان بالنسبة للهدى والإيمان بمنزلة الأصم بالنسبة إلى الأصوات، فهؤلاء المشركون صم عن الهدى، فلا يستغرب عدم اهتدائهم، خصوصا في هذه الحالة، التي لم يأتهم العذاب، ولا مسهم ألمه.

                                                                                                                                                                                                                                        (46) فلو مسهم نفحة من عذاب ربك ؛ أي: ولو جزء يسير، ولا يسير من عذابه، ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين ؛ أي: لم يكن قولهم إلا الدعاء بالويل والثبور والندم، والاعتراف بظلمهم وكفرهم واستحقاقهم للعذاب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية