الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : واعلموا أن الله يحول الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي شيبة وخشيش بن أصرم في الاستقامة، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس في قوله : واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه قال : يحول بين المؤمن وبين الكفر ومعاصي الله، ويحول بين الكافر وبين الإيمان وطاعة الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : يحول بين المرء وقلبه قال : يحول بين المؤمن والكفر، ويحول بين الكافر وبين الهدى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال : يحول بين الكافر وبين أن يعي بابا من الخير أو يعمله، أو يهتدي له .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 84 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله : واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه قال : علمه يحول بين المرء وقلبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الخلجي قال : سألت ابن عباس عن قول الله : يحول بين المرء وقلبه قال : يحول بين المؤمن وبين معصيته التي يستوجب بها الهلكة، فلا بد لابن آدم أن يصيب دون ذلك، ولا يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين ويحول بين الكافر وبين طاعته، فلا يصيب من طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياؤه من الخير شيئا، وكان ذلك في العلم السابق الذي ينتهي إليه أمر الله وتستقر عنده أعمال العباد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ عن أبي غالب قال : سألت ابن عباس عن قوله : يحول بين المرء وقلبه قال : قد سبقت بها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وصف لهم عن القضاء، فقال لعمر وغيره ممن سأله من أصحابه : اعمل فكل ميسر، قال : وما ذاك التيسير؟ قال : صاحب النار ميسر لعمل النار، وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 85 ] وأخرج أحمد في الزهد، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب، أنه سمع غلاما يدعو : اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه، فحل بيني وبين الخطايا فلا أعمل بشيء منها، فقال عمر : رحمك الله ودعا له بخير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : يحول بين المرء وقلبه . قال : حتى يتركه لا يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن الحسن في قوله : يحول بين المرء وقلبه قال : في القرب منه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية