الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون

                                                                                                                                                                                                المراودة: مفاعلة، من راد يرود إذا جاء وذهب، كأن المعنى: خادعته عن نفسه، أي: فعلت ما يفعل المخادع لصاحبه عن الشيء الذي لا يريد أن يخرجه من يده، يحتال أن يغلبه عليه ويأخذه منه، وهي عبارة عن التحمل لمواقعته إياها، وغلقت الأبواب : قيل: كانت سبعة، وقرئ: "هيت" بفتح الهاء وكسرها مع فتح التاء، وبناؤها كبناء أين، وعيط، وهيت كجير، وهيت كحيث، وهئت بمعنى: تهيأت، يقال: هاء يهيء، كجاء تجيء: إذا تهيأ، وهيئت لك، واللام من صلة الفعل، وأما في الأصوات فللبيان; كأنه قيل: لك أقول هذا، كما تقول: هلم لك، معاذ الله : أعوذ بالله معاذا ، إنه : إن الشأن والحديث، ربي : سيدي ومالكي، يريد قطفير، أحسن مثواي : حين قال لك: أكرمي مثواه، فما جزاؤه أن أخلفه في أهله سوء الخلافة وأخونه فيهم، إنه لا يفلح الظالمون : الذين يجازون الحسن بالسيئ، وقيل: أراد الزناة; لأنهم ظالمون أنفسهم، وقيل: أراد الله تعالى، لأنه مسبب الأسباب.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية