الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : واتقوا فتنة . الآية . أخرج أحمد ، والبزار، وابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن عساكر عن مطرف قال : قلنا للزبير : يا أبا عبد الله ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال الزبير : إنا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ولم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت فينا حيث [ ص: 86 ] وقعت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، ونعيم بن حماد في الفتن وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وابن مردويه عن الزبير قال : لقد قرأناها زمانا وما نرى أنا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : قرأ الزبير : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة . قال : البلاء والأمر الذي هو كائن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن الحسن في قوله : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال : نزلت في علي وعثمان وطلحة والزبير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال : أما والله لقد علم أقوام حين [ ص: 87 ] نزلت أنه سيخص بها قوم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال : علم - والله - ذوو الألباب من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية أنه سيكون فتن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال : نزلت في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي في الآية قال : هذه نزلت في أهل بدر خاصة، فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا، فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال : أخبرت أنهم أصحاب الجمل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال : تصيب الظالم والصالح عامة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 88 ] وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال : هي مثل : يحول بين المرء وقلبه . حتى يتركه لا يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله : واتقوا فتنة الآية، قال : أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية