الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فإذا جاءتهم الحسنة وهي الغيث والخصب وسعة الرزق والسلامة (قالوا لنا هذه) أي: نحن مستحقوها على ما جرى لنا من العادة في سعة الرزق ، ولم يعلموا أنه من الله فيشكروا عليه . وإن تصبهم سيئة وهي القحط والجدب والبلاء يطيروا بموسى ومن معه أي: يتشاءموا بهم . وكانت العرب تزجر [ ص: 248 ] الطير ، فتتشاءم بالبارح ، وهو الذي يأتي من جهة الشمال ، وتتبرك بالسانح ، وهو الذي يأتي من جهة اليمين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ألا إنما طائرهم عند الله قال أبو عبيدة: "ألا" تنبيه وتوكيد ومجاز . "طائرهم" حظهم ونصيبهم . وقال ابن عباس "ألا إنما طائرهم عند الله" أي: إن الذي أصابهم من الله . وقال الزجاج : المعنى: ألا إن الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا به في الآخرة ، لا ما ينالهم في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية