الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قطعا قرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب بإسكان الطاء ، والباقون بفتحها .

ويوم نحشرهم اتفق العشرة على قراءته بالنون في هذا الموضع .

تبلو قرأ الأخوان وخلف بتاءين من التلاوة ، والباقون بالتاء المثناة والباء الموحدة ، من الابتلاء وهو الاختبار .

الميت معا ، قرأ نافع وحفص والأخوان وخلف وأبو جعفر ويعقوب بتشديد الياء والباقون بتخفيفها .

كلمت ربك قرأ المدنيان وابن عامر بألف بعد الميم على الجمع ، والباقون بحذفها على الإفراد . وهو مما رسم بالتاء اتفاقا فمن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء . وأما من قرأه بالإفراد فمنهم من وقف بالهاء على أصل مذهبه وهم المكي والبصريان والكسائي ، ومنهم من وقف بالتاء وهم عاصم وخلف وحمزة .

( يبدؤ ) رسمت الهمزة فيه على واو فيكون فيه لحمزة وهشام عند الوقف عليه خمسة أوجه : الإبدال والتسهيل بالروم والإبدال واوا مع الأوجه الثلاثة .

يؤمنون تؤفكون ، القرآن ، يديه ، افتراه ، لا يبصرون ، يستأخرون ، جلي كله .

أمن لا يهدي قرأ شعبة بكسر الياء والهاء وتشديد الدال ، وقرأ حفص ويعقوب بفتح [ ص: 145 ]

الياء وكسر الهاء وتشديد الدال . وقرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء وتشديد الدال . وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال ، وقرأ أبو جعفر بفتح الياء وإسكان الهاء وتشديد الدال ، وقرأ أبو عمرو بفتح الياء واختلاس فتحة الهاء وتشديد الدال ، ولقالون وجهان : الأول : كأبي عمرو ، والثاني : كأبي جعفر ، وكلاهما صحيح مقروء به من طريق الحرز ، فاقتصار الشاطبي لقالون على الوجه الأول فيه قصور .

تصديق قرأ بإشمام الصاد صوت الزاي الأخوان وخلف ورويس ، والباقون بالصاد الخالصة .

يأتهم لا يخفى ما فيه من الإبدال وقرأ رويس بضم الهاء ، والباقون بكسرها .

بريئون وقف حمزة عليه بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء التي قبلها فيها وليس له إلا هذا الوجه لزيادة الياء ولا يخفى ما فيه من ثلاثة البدل لورش .

ولكن الناس قرأ الأخوان وخلف بتخفيف النون وكسرها وصلا للساكنين ورفع الناس ، والباقون بتشديد النون مع فتحها ونصب الناس .

ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا قرأ حفص بالياء ، والباقون بالنون .

إذا جاء أجلهم قرأ قالون والبزي والبصري بإسقاط الأولى مع القصر والمد ، وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس بتسهيل الثانية بين بين . ولورش وقنبل وجه ثان ، وهو إبدالها حرف مد من جنس حركة ما قبلها فتبدل ألفا ولكن مع القصر لكون ما بعدها متحركا ، والباقون بتحقيق الهمزتين وقد سبق مثل هذا في جاء أحد منكم في سورة النساء .

أرأيتم قرأ أبو جعفر ونافع بتسهيل الهمزة الثانية بين بين ، ولورش إبدالها ألفا مع إشباع المد للساكنين . وقرأ الكسائي بحذفها : والباقون بإثباتها محققة . وإذا وقف حمزة فليس له إلا تسهيلها .

آلآن أصل هذه الكلمة " آن " بهمزة مفتوحة ممدودة وبعدها نون مفتوحة وهى اسم مبني علم على الزمان الحاضر . ثم دخلت عليه أل التي للتعريف ثم دخلت عليه همزة الاستفهام فاجتمع فيها همزتان مفتوحتان متصلتان : الأولى همزة الاستفهام ، والثانية همزة الوصل وقد أجمع أهل الأداء على استبقاء الهمزتين والنطق بهما معا وعدم حذف إحداهما ، ولكن ، لما كان النطق بهمزتين متلاصقتين فيه شيء من العسر والمشقة أجمعوا على تغيير الهمزة الثانية وإن اختلفوا في كيفية هذا التغيير ، فمنهم من غيرها بإبدالها ألفا مع المد المشبع نظرا لالتقاء الساكنين ، ومنهم من سهلها بين الهمزة والألف ، وهذان الوجهان جائزان لكل من القراء العشرة . وعلى وجه التسهيل لا يجوز إدخال ألف الفصل بينها وبين همزة الاستفهام لأحد من القراء ، وإليك بيان قراءة كل قارئ في هذه الكلمة : قرأ قالون وابن وردان بنقل حركة [ ص: 146 ]

الهمزة التي بعد اللام إلى اللام وحذف الهمزة ، وحينئذ يكون لكل منهما ثلاثة أوجه : الأول : إبدال الهمزة الثانية التي هي همزة الوصل ألفا مع المد المشبع نظرا للأصل وهو سكون اللام ولعدم الاعتداد بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها . الوجه الثاني : إبدال همزة الوصل ألفا مع القصر طرحا للأصل واعتدادا بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها ، الثالث : تسهيل همزة الوصل بينها وبين الألف وهذه الأوجه الثلاثة جائزة لهما حال الوصل وحال الوقف . ويزاد لهما حال الوقف قصر اللام وتوسطها ومدها نظرا للسكون العارض للوقف . فيكون لهما في حالة الوصل الثلاثة الأوجه السابقة ، وفي حالة الوقف تسعة أوجه حاصلة من ضرب الثلاثة المتقدمة في ثلاثة اللام ، ولخلف عن حمزة وجهان في حالة الوصل ، وهما : إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباع المد للساكن ، وتسهيلها بين بين ، وكل منهما مع السكت ، وله في حالة الوقف عليها خمسة عشر وجها : الوجهان السابقان ، والثالث : إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع ومع نقل حركة الهمزة إلى اللام . والرابع : إبدالها ألفا مع القصر ، ونقل حركة الهمزة إلى اللام ، الخامس : تسهيل همزة الوصل مع نقل حركة الهمزة إلى اللام ، وعلى كل من هذه الأوجه الخمسة قصر اللام وتوسطها ومدها فتصير خمسة عشر وجها .

الأول : إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباع المد ومع السكت . الثاني : تسهيلها بين بين مع السكت كذلك . الثالث : الإبدال مع المد الطويل وترك السكت . الرابع : التسهيل بين بين وترك السكت أيضا . وأما في الوقف فله ما لخلف من الأوجه الخمسة عشر السابقة .

وأما ورش فقد قرأ كقالون وابن وردان بنقل حركة الهمزة إلى اللام وحذف الهمزة مع الأوجه الثلاثة المتقدمة لهما في همزة الوصل وهي إبدالها ألفا مع المد و القصر وتسهيلها بين بين . ولا يخفى أن له في مد البدل المغير بالنقل الواقع بعد اللام ثلاثة أوجه : القصر والتوسط والمد ، ولكن هذه الأوجه الثلاثة في البدل لا تتحقق على جميع أوجه همزة الوصل ، بل تتحقق على بعضها دون البعض الآخر ، وخلاصة ما ذكره العلماء لورش في هذه الكلمة أن له فيها خمس حالات .

الأولى : انفرادها عن بدل سابق عليها . أو واقع بعدها مع وصلها .

الثانية : انفرادها عن بدل سابق عليها أو واقع بعدها مع الوقف عليها .

الثالثة : اجتماعها مع بدل قبلها مع وصلها .

الرابعة : اجتماعها مع بدل قبلها مع الوقف عليها .

الخامسة : اجتماعها مع بدل واقع بعدها.

أما الحالة الأولى فله فيها سبعة أوجه : إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع وعليه في اللام ثلاثة [ ص: 147 ] أوجه القصر والتوسط والمد ثم تسهيل همزة الوصل بين بين مع الأوجه الثلاثة السابقة في اللام ، ثم إبدال همزة الوصل ألفا مع القصر ، وعليه في اللام القصر فقط فتصير الأوجه سبعة .

وأما الحالة الثانية فله فيها تسعة أوجه : إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع والقصر ثم تسهيلها بين بين ، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تثليث اللام .

وأما الحالة الثالثة ، وهي : اجتماعها مع بدل سابق عليها مع وصلها كاجتماعها مع آمنتم به قبلها فله فيها ثلاثة عشر وجها : قصر البدل قبلها وهو آمنتم ، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد والقصر ثم تسهيلها ، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة قصر اللام ، ثم توسيط آمنتم وعليه إبدال همزة الوصل مع المد وتسهيلها ، وعلى كل منهما توسيط اللام وقصرها ، ثم إبدال الهمزة مع القصر ، وعليه قصر اللام فقط ثم مد آمنتم وعليه إبدال همزة الوصل مع المد وتسهيلها وعلى كل منهما مد اللام وقصرها ثم إبدال الهمزة مع القصر وعليه قصر اللام فقط فيكون على قصر آمنتم ثلاثة أوجه ، وعلى التوسط خمسة أوجه ومثلها على المد .

وأما الحالة الرابعة ، وهي : اجتماعها مع بدل سابق عليها مع الوقف عليها كالآية السابقة فله فيها سبعة وعشرون وجها : قصر آمنتم وعليه إبدال الهمزة مع المد والقصر ثم تسهيلها ، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تثليث اللام فتصير الأوجه تسعة على قصر آمنتم ، ثم توسط آمنتم ، وعليه إبدال الهمزة مع المد والقصر ثم تسهيلها ، وعلى كل من الثلاثة تثليث اللام . فتصير الأوجه تسعة على توسط آمنتم ، ثم مد آمنتم وعليه إبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر ثم تسهيلها ، وعلى كل من الثلاثة تثليث اللام أيضا فتصير الأوجه تسعة كذلك على مد آمنتم ، فيكون مجموع الأوجه على كل من قصر البدل السابق وتوسطه ومده سبعة وعشرين وجها كما ذكرنا .

وأما الحالة الخامسة ، وهي : اجتماعها مع بدل واقع بعدها كقوله تعالى آلآن وقد عصيت إلى : آية ، فله فيها ثلاثة عشر وجها : إبدال همزة الوصل ألفا مع المد ومع قصر اللام وعلى هذا الوجه القصر والتوسط والمد في آية ، ثم توسط اللام وتوسط آية ثم مد اللام ومد آية ، ثم تسهيل همزة الوصل مع قصر اللام وعلى هذا الوجه تثليث آية ثم توسط اللام وآية ثم مدهما معا ثم إبدال همزة الوصل مع القصر ومع قصر اللام ، وعلى هذا الوجه تثليث آية ، فيكون على إبدال همزة الوصل مع المد خمسة أوجه ، وعلى تسهيلها خمسة أوجه . وعلى إبدالها مع القصر ثلاثة أوجه ، وقد نظمت هذه الحالات الخمس على هذا الترتيب بقولي :

الحالة الأولى : فهمزها امدد مبدلا وسهلا واللام ثلث معهما واقصر كلا

الحالة الثانية : ومد همزا واقصرن وسهلا واللام ثلث عند كل تفضلا

الحالة الثالثة : واقصر لآمنتم وفي الهمز خذا تثليثه واللام فاقصر تحتذى

وإن توسط بدلا فسهلا أو امددن في الهمز ثم مع كلا [ ص: 148 ]

في اللام توسيط وقصر واقصرا في الهمز واللام كما تحررا

وبدلا مد وفي الهمز انقلا مدا وتسهيلا تكن مبجلا

ومعهما في اللام فامدد واقصر واقصر لهمز مع لام تنصر

الحالة الرابعة : وإن تقف فالتسعة الأولى انقل على الثلاثة التي في البدل

الحالة الخامسة : ومد همزا ثم سهل واقصرا لاما وثلث بدلا تأخرا وفيهما وسط أو امدد واجعل قصرا لهمز ثم لام تفضل

وبدلا ثلث وذي حالاتها خمسا كما عن الثقات عدها ، وأما الباقون فلكل منهم وجهان : الأول : إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع للساكنين ، الثاني : تسهيلها بين بين .

قيل ، ظلموا جلي .

تكسبون آخر الربع .

الممال

الحسنى بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه . يفترى و افتراه بالإمالة للأصحاب والبصري ، وبالتقليل لورش ، ( زيادة) و ذلة للكسائي بلا خلاف . النهار و النار للبصري والدوري بالإمالة ولورش بالتقليل ، فكفى و مولاهم و يهدى و متى و أتاكم بالإمالة للأصحاب وبالتقليل لورش بخلف عنه . فأنى بالإمالة للأصحاب وبالتقليل لدوري البصري وورش بخلفه ، جاء معا ، و شاء لابن ذكوان وخلف وحمزة .

المدغم

الصغير هل تجزون لحمزة والكسائي وهشام .

الكبير السيئات جزاء ، نقول للذين ، يرزقكم ، كذلك كذب ، أعلم بالمفسدين ، قيل للذين ، ولا إدغام في أفأنت تسمع ، ولا في أفأنت تهدي لاستثناء تاء المخاطب من الإدغام .

التالي السابق


الخدمات العلمية