الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين اتقوا [201]

                                                                                                                                                                                                                                        أي اتقوا المعاصي (إذا مسهم طئف من الشيطان) هذه قراءة أهل البصرة وأهل مكة، وقرأ أهل المدينة وأهل الكوفة طائف وروي عن سعيد بن جبير (طيف) بتشديد الياء.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : كلام العرب في مثل هذا (طيف) بالتخفيف على أنه مصدر من طاف يطيف.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الكسائي : هو مخفف من طيف.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : ومعنى طيف في اللغة: ما يتخيل في القلب أو يرى في النوم، وكذا معنى طائف.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال أبو حاتم : سألت الأصمعي عن طيف؟ فقال: ليس في المصادر فيعل.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : ليس هذا بمصدر، ولكن يكون بمعنى طائف، والمعنى: إن الذين اتقوا المعاصي إذا لحقهم شيء من الشيطان تفكروا في قدرة الله - جل وعز - في إنعامه عليهم، فتركوا المعصية فإذا هم مستبصرون.

                                                                                                                                                                                                                                        وروي عن مجاهد (تذكروا) بتشديد الذال، ولا وجه له في العربية.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية