الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 259 ] 972 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسرع الخير ثوابا ، وفي أسرع الذنوب عقوبة .

5997 - حدثنا محمد بن علي بن داود ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا صالح بن موسى الطلحي ، حدثني معاوية بن إسحاق ، عن عائشة ابنة طلحة عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أسرع الخير ثوابا البر ، وصلة الرحم ، وأسرع الشر عقوبة : البغي ، وقطيعة الرحم .

[ ص: 260 ]

5998 - وحدثنا بكار بن قتيبة ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن ، عن أبيه عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من ذنب هو أجدر أن يعجل الله تعالى عقوبته لصاحبه في الدنيا ، مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم .

[ ص: 261 ]

5999 - وحدثنا إبراهيم بن محمد بن يونس البصري ، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه عن أبي بكرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

[ ص: 262 ] قال أبو جعفر : فقال قائل : أفتكون العقوبة على البغي والعقوبة على قطيعة الرحم أسرع من العقوبة على الكفر بالله عز وجل لمن كفر به ؟

فكان جوابنا له في ذلك : أن ما في هذين الحديثين اللذين ذكرناهما في هذا الباب لم يرد به ما ظن هذا القائل ، وليس شيء أشد عند الله تعالى من الكفر ، ولا عقوبة أشد من العقوبة عليه إلا أن تدرك التوبة من كان منه ذلك ، وإنما أريد بما في الحديثين اللذين ذكرناهما في هذا الباب عقوبة من كان منه البغي ، وقطيعة الرحم من أهل الشريعة التي لم يخرج منها بذلك ، وكان ما توعد به من ذلك عقوبة على بغيه وقطيعة الرحم التي أمره الله تعالى بصلتها .

وأما العقوبة على الكفر فأغلظ من ذلك ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية