الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون

                                                                                                                                                                                                                                        (104) يخبر تعالى أنه يوم القيامة يطوي السماوات - على عظمها واتساعها - كما يطوي الكاتب للسجل؛ أي: الورقة المكتوب فيها، فتنتثر نجومها، وتكور شمسها وقمرها، وتزول عن أماكنها. [ ص: 1086 ] كما بدأنا أول خلق نعيده ؛ أي: إعادتنا للخلق مثل ابتدائنا لخلقهم، فكما ابتدأنا خلقهم - ولم يكونوا شيئا - كذلك نعيدهم بعد موتهم، وعدا علينا إنا كنا فاعلين ننفذ ما وعدنا؛ لكمال قدرته، وأنه لا تمتنع منه الأشياء.

                                                                                                                                                                                                                                        (105) ولقد كتبنا في الزبور وهو الكتاب المزبور، والمراد: الكتب المنزلة، كالتوراة ونحوها من بعد الذكر ؛ أي: كتبناه في الكتب المنزلة بعدما كتبناه في الكتاب السابق، الذي هو اللوح المحفوظ وأم الكتاب الذي توافقه جميع التقادير المتأخرة عنه، والمكتوب في ذلك: أن الأرض ؛ أي: أرض الجنة يرثها عبادي الصالحون الذين قاموا بالمأمورات، واجتنبوا المنهيات، فهم الذين يورثهم الله الجنات، كقول أهل الجنة: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء

                                                                                                                                                                                                                                        ويحتمل أن المراد الاستخلاف في الأرض، وأن الصالحين يمكن الله لهم في الأرض ويوليهم عليها كقوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم الآية.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية