الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1588 (باب الصلاة على القبر)

                                                                                                                              وهو في النووي في: (كتاب الجنائز) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 25، 26 ج7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، (أو شابا) ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها (أو عنه) فقالوا: مات. قال: "أفلا كنتم آذنتموني؟" قال: فكأنهم صغروا أمرها (أو أمره) .

                                                                                                                              فقال: "دلوني على قبره" فدلوه، فصلى عليها، ثم قال: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم"
                                                                                                                              .

                                                                                                                              [ ص: 352 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 352 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه، (أن امرأة سوداء، كانت تقم المسجد) أي: تكنسه.

                                                                                                                              ("أو شابا"، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسأل عنها، "أو عنه"، فقالوا: مات. قال: " أفلا كنتم آذنتموني ؟ ") .

                                                                                                                              أي: أعلمتموني.

                                                                                                                              وفيه: دلالة لاستحباب الإعلام بالميت.

                                                                                                                              (قال: فكأنهم صغروا أمرها " أو أمره "، فقال: دلوني على قبرها، فدلوه فصلى عليها) .

                                                                                                                              فيه: دليل المذهب الشافعي وموافقيه، في الصلاة على الميت في قبره، سواء كان صلى عليه أم لا.

                                                                                                                              قال النووي : وتأوله أصحاب مالك - حيث منعوا الصلاة على القبر - بتأويلات باطلة، لا فائدة في ذكرها، لظهور فسادها.

                                                                                                                              قال: " وفيه " بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، من التواضع والرفق [ ص: 353 ] بأمته، وتفقد أحوالهم، والقيام بحقوقهم، والاهتمام بمصالحهم، في آخرتهم ودنياهم.

                                                                                                                              قال في "السيل الجرار ": وليس في تكرار الصلاة، إلا زيادة الخير للميت. ولهذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر السوداء، أو الأسود. حيث "دفنوه" ولم يؤذنوه.

                                                                                                                              مع أن المعلوم: أنهم لا يدفنونه، إلا وقد صلوا عليه.

                                                                                                                              وهكذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر زينب.

                                                                                                                              هذا والذي قبله، ثابتان في الصحيحين وغيرهما. انتهى.

                                                                                                                              قلت: وفي حديث أنس عند مسلم: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر".

                                                                                                                              وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في صلاته على القبر:

                                                                                                                              قال: "انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر رطب قضى عليه، وصفوا خلفه، وكبر أربعا".

                                                                                                                              وفيه: هذه الصلاة جماعة.

                                                                                                                              وبالجملة: الصلاة على القبر شريعة ثابتة، لا ينبغي إنكارها.

                                                                                                                              (ثم قال: " إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم ") .

                                                                                                                              [ ص: 354 ] فيه: إثبات ظلمة القبر، وتنويره. وهو حق ثابت بأدلة أخرى صحيحة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية