الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا بني آدم قد أنـزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون

                                                                                                                                                                                                                                      26 - يا بني آدم قد أنـزلنا عليكم لباسا جعل ما في الأرض منزلا من السماء; لأن أصله من الماء، وهو منها يواري سوآتكم يستر عوراتكم، وريشا لباس الزينة استعير من ريش الطير; لأنه لباسه وزينته، أي: أنزلنا عليكم لباسين: لباسا يواري سوآتكم، ولباسا يزينكم. ولباس التقوى ولباس الورع، الذي يقي العقاب، وهو مبتدأ، وخبره: الجملة وهي: ذلك خير كأنه قيل: ولباس التقوى هو خير; لأن أسماء الإشارة تقرب من الضمائر فيما يرجع إلى عود الذكر، أو "ذلك" صفة للمبتدأ، و "خير" خبر المبتدأ، كأنه قيل: ولباس التقوى المشار إليه خير، أو " لباس التقوى " خبر مبتدأ محذوف، أي: وهو لباس التقوى، أي: ستر العورة لباس المتقين، ثم قال: ذلك خير، وقيل: ولباس أهل التقوى من الصوف والخشن. (ولباس التقوى) مدني، وشامي، وعلي، عطفا على "لباسا" و "ريشا"، أي: وأنزلنا عليكم لباس التقوى. ذلك من آيات الله الدالة على فضله ورحمته على عباده، يعني: إنزال اللباس لعلهم يذكرون فيعرفوا عظيم النعمة فيه وهذه، الآية واردة على سبيل الاستطراد عقيب ذكر بدو السوءات، وخصف الورق عليها إظهارا للمنة فيما خلق من اللباس، ولما في العري من الفضيحة، وإشعارا بأن التستر من التقوى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية