الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق في هذه الآية قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها خاصة لأهل مصر فيما رأوا من الآيات . والثاني: أنها عامة ، وهو أصح . وفي الآيات قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها آيات الكتب المتلوة . ثم في معنى الكلام ثلاثة أقوال . أحدها: أمنعهم فهمها . والثاني: أمنعهم من الإيمان بها . والثالث: أصرفهم عن الاعتراض عليها بالإبطال . [ ص: 261 ] والثاني: أنها آيات المخلوقات كالسماء والأرض والشمس والقمر وغيرها ، فيكون المعنى: أصرفهم عن التفكر والاعتبار بما خلقت . وفي معنى يتكبرون قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: يتكبرون عن الإيمان واتباع الرسول .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: يحقرون الناس ويرون لهم الفضل عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإن يروا سبيل الرشد قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وعاصم: " سبيل الرشد " بضم الراء خفيفة . وقرأ حمزة ، والكسائي: " سبيل الرشد " بفتح الراء والشين مثقلة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ذلك بأنهم قال الزجاج : فعل الله بهم ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ، أي: كانوا في تركهم الإيمان بها والتدبر لها بمنزلة الغافلين . ويجوز أن يكون المعنى: وكانوا عن جزائها غافلين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية