الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              188 (باب في الوسوسة في الإيمان)

                                                                                                                              وقال النووي: (باب بيان الوسوسة في الإيمان. وما يقوله من وجدها) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص153 ج2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة ، قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              وفي رواية «سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة، «قال» : «تلك محض الإيمان» .

                                                                                                                              [ ص: 204 ] والمعنى: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك، والرواية الثانية، وإن لم يكن فيها ذكر الاستعظام فهو مراد. وهي مختصرة من الأولى، ولهذا قدم «مسلم» الأولى عليها. وقيل: إن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة. وأما الكافر: فإنه يأتيه من حيث شاء، ولا يقتصر في حقه على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف أراد.

                                                                                                                              فالمعنى «سبب الوسوسة محض الإيمان» «والوسوسة علامته» ، وهذا القول اختاره عياض.




                                                                                                                              الخدمات العلمية