الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: قل من يكلؤكم الآية. أي يحفظكم ، قال ابن هرمة:


                                                                                                                                                                                                                                        إن سليمى والله يكلؤها ضنت بشيء ما كان يرزؤها



                                                                                                                                                                                                                                        ومخرج اللفظ مخرج الاستفهام ، والمراد به النفي ، تقديره: قل لا حافظ لكم بالليل والنهار من الرحمن. قوله تعالى: ولا هم منا يصحبون فيه أربعة تأويلات: أحدها: يجارون ، قاله ابن عباس ، من قولهم: إن لك من فلان صاحبا، أي مجيرا، قال الشاعر


                                                                                                                                                                                                                                        ينادي بأعلى صوته متعوذا     ليصحب منها والرماح دواني



                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: يحفظون، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 449 ] الثالث: ينصرون، وهو مأثور.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: ولا يصحبون من الله بخير، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية