الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ؛ أي : قد علمنا بالحزم في التخلف عنك؛ فأعلم الله - جل وعز - أن المسلمين لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم؛ فقال - جل وعز - : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ؛ أي : ما قدر علينا؛ كما قال : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ؛ ثم أكد ذلك فقال : إن ذلك على الله يسير ؛ وفيه وجه آخر : " إنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ما بين لنا في كتابه؛ من أنا نظفر؛ فتكون تلك حسنى لنا؛ أو نقتل فتكون الشهادة حسنى لنا أيضا " ؛ أي : فقد كتب الله لنا ما يصيبنا؛ أو علمنا ما لنا فيه حظ؛ ثم بين - جل ثناؤه - فقال (تعالى) : قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ؛ إلا الظفر؛ أو الشهادة؛ ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ؛ فأنتم تربصون بنا إحدى الحسنيين؛ ونحن نتربص بكم إحدى الشرتين؛ فبين ما تنتظرونه؛ وننتظره فرق عظيم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية