الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
89 - باب ذكر كيف كان ينزل الوحي على الأنبياء وعلى محمد نبينا صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين

984 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن المثنى أبو موسى الزمن ، قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر النميري ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، قال : سمعت الزهري ، وسئل عن هذه الآية : عن قول الله عز وجل : ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم ) ، قال : " نزلت هذه الآية تعم من أوحي إليه من [ ص: 1464 ] النبيين ، والكلام كلام الله عز وجل ، الذي كلم به موسى ، من وراء الحجاب ، والوحي : ما يوحي الله عز وجل إلى النبي من أنبيائه ، فيثبت الله عز وجل ما أراد من وحيه في قلب النبي ، يتكلم به النبي ويبينه ، وهو كلام الله عز وجل ووحيه ، ومنه ما يكون بين الله ورسوله ، لا يكلم به أحد من الأنبياء أحدا من الناس ، ولكنه سر غيب بين الله عز وجل وبين رسله ، ومنه ما يتكلم به الأنبياء ، ولا يكتبونه لأحد ، ولا يأمرون بكتابه ، ولكنهم يحدثون به الناس حديثا ، ويبينون لهم أن الله عز وجل أمرهم أن يبينوه للناس ويبلغوهم .

ومن الوحي ما يرسل الله تعالى من يشاء ممن اصطفاه من ملائكته ، فيكلمون أنبياءه من الناس .

ومن الوحي ما يرسل به من يشاء ، فيوحون به وحيا في قلوب من يشاء من رسله .

وقد بين الله عز وجل أنه يرسل جبريل عليه السلام ، إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، قال الله عز وجل في كتابه : ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ) ، وذكر أنه الروح [ ص: 1465 ] الأمين ، قال الله تعالى : ( وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ) .

قال محمد بن الحسين :

هذا قول الزهري في معنى الآية ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو أبين ، مما قاله الزهري .

قال صلى الله عليه وسلم : وقد سأله الحارث بن هشام ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال : "أحيانا في مثل صلصلة الجرس ، فيفصم عني ، وقد فهمت ووعيت ما قال ، وأحيانا في مثل صورة الرجل ، فيكلمني ، فأعي ما يقول" .


وعن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم شبيه بهذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية